عرض العناصر حسب علامة : المحاسبة

تنص المادة 64 من الدستور الجزائري على ما يلي: "كل المواطنين متساوون في أداء الضريبة ويجب على كل واحد أن يشارك في تمويل التكاليف العمومية حسب قدرته الضريبية، لا يجوز أن تحدث أية ضريبة إلا بمقتضى القانون، ولا يجوز أن تحدث بأثر رجعي أية ضريبة أو جباية أو رسم أو أي حق كيفما كان نوعه". انطلاقاً من هذه المادة القانونية نرى أن للضريبة أهمية كبيرة لأنها تعد الينابيع التي تستقي منها الدولة الأموال اللازمة لسد نفقاتها العامة المستمرة والمتزايدة

تحظى مهنة التدقيق بدرجة عالية من الأهمية لأنها بشكل أو بآخر تعد ضابطاً لا يستهان به على النظام المحاسبي بشكل عام، ولذلك نجد في الآونة الأخيرة، أن هناك تركيزاً على هذه المهنة لجعلها أكثر استقلالية وأكثر مهنية مما هي عليه، وخير دليل على ذكل صدور قانون سابرينز أوكسلي Sarbanes Oxley في الولايات المتحدة في عام 2001 على أثر الانهيارات الضخمة التي حصلت في الشركات، ومن ضمنها إحدى أكبر شركات التدقيق في العامل (آرثر آند آندرسون Arthar & Anderson)

المحاسبة علم وفن يشتمل على النظم والطرق والمفاهيم والقواعد والأساليب التي تستعمل في تسجيل العمليات المالية للمشروع الاقتصادي وتصنيف هذه العمليات وتلخيصها وتحليلها وتفسيرها بحيث تمكن هذا المشروع من تتحديد إيراداته وتكلفة هذه الإيرادات ثم مقابلة الإيرادات بتكلفتها لتحديد نشاط المشروع من ربح أو خسارة واستخراج المركز المالي له في نهاية الفترة المالية ولقد ساعد تطور المحاسبة إلى زيادة قدرتها في توفير معلومات دقيقة لإدارة المشروع لمساعدتها في عمليات التخطيط واتخاذ القرارات

إن زيادة واتساع نطاق الأنشطة الاقتصادية في المجالات المختلفة في الآونة الأخيرة وكذلك تعدد المساهمين وبروز الإدارة المنفصلة عن الشركاء، وكذلك الاحتياج للتقارير الدورية والسنوية التي تفيد في تقييم كفاءة الإدارة واستخدامها الأمثل والكفء للموارد الاقتصادية أدى هذا إلى زيادة الاهتامام وإبراز دور الرقابة والتدقيق وهذا لا يؤدي دوره بشكل فعال إلا بوجود إدارة التدقيق الداخلي التي تقوم بالتقييم الداخلي لمدى فعالية الإدارة داخل المشروعات والأجهزة والمنشآت على اختلاف أنواعها وأشكالها وهذا الدور يدخل في الأنظمة والسياسات والإجراءات الرقابية المطبقة

لقد مارست الحضارات القديمة الرقابة المالية على مر التاريخ وذلك بصور وأشكال وأساليب متعددة، ومع الزمن تطورت هذه الممارسة من رقابة تقليدية تهتم بمدى الالتزام بالنظم والقوانين والتقاليد النافذة، بهدف الحد من الأخطاء إلى رقابة شاملة تضم بالإضافة إلى ما سبق رقابة الكفاءة والفاعلية. وازداد هذا التطور بشكل كبير ورافقه عقد العديد من المؤتمرات الدولية، التي تمخض عنها إنشاء جمعيات ومنظمات دولية للعناية والاهتمام بالمال العام، من حيث الإيرادات والنفقات وآلية الصرف ومن هذه المنظمات الدولية لأجهزة الرقابة العليا أنتوساي INTOSAI والتي نالت إجماعاً دولياً بأن تكون بمثابة دستور دولي للعمل الرقابي إذ تهتم بوضع أسس ومبادىء الرقابة المالية وتطوير العمل الرقابي بما يتناسب وأهمية هذا المجال في مختلف الدول.

إن أي تنظيم إنساني مهما كان بسيطاً يتطلب تسجيل الأشياء في الذاكرة، وذلك لترشيد التنفيذ والمساعدة على اتخاذ القرارات، وهذا هو مجال المحاسبة. فالمحاسبة تعد بمثابة اللغة التي يتم بها إبلاغ الوقائع الاقتصادية لأي مؤسسة أو وحدة اقتصادية، وذلك لكل من له مصلحة في استخدام تلك الوقائع. فهي وسيلة لتحليل عمليات المؤسسة والرقابة على تنفيذها والتخطيط للمستقبل

صحيح أن علمي المحاسبة وتدقيق الحسابات هما هما علمين من العلوم الاجتماعية ، إلا أنهما أيضاً علمين مجردين من الخيال لأنهما علوماً واقعية قائمة على الإطلاع والتأمل وسماع الدعوى، ورؤية الحجة، وقراءة البرهان وأن من الحيف الحكم المسبق على الشىء قبل تصوره وذوقه وشمه، بل إن من ظلم المعرفة إصدار فتوى مسبقة ، ومخاصمة المنهج، ورفض الدليل قبل الإطلالع والدراسة والتمحيص

بادىء ذي بدء إن المحاسبة تعتبر نظام معلومات لقياس وإيصال نتائج الأحداث الاقتصادية للمشروعات إلى فئات عديدة من مستخدمي القوائم المالية وحيث أن الأسعار تعكس القيمة التبادلية للسلع والخدمات من خلال وحدة النقود كمخزن للقيمة، فإن التغير في الأسعار يؤثر على كل المعاملات التي تتذخ من النقود وحدة للقياس

أصبح الدور المفترض لمهنة المحاسبة والتدقيق محل شك لما شهدته العديد من الدول خاصة الولايات المتحدة الأمريكية من إنهيار العديد من الشركات الكبرى، وترجع معظم الدراسات الإنهيارات المفاجئة لهذه الشركات إلى ممارسة إدارتها أساليب معقدة لتغيير القوائم المالية مما ه عليه لتصبح بالصورة التي يرغبها معدو هذه القوائم، وهو ما يطلق عليه المحاسبة الإبداعية

شهد العالم في نهاية الألفية الثانية مظاهر وأحداثاً مهمة مترابطة تمثلت في نظام العولمة وما انطوى عليه من هيمنة اقتصاد السوق وانتشار اقتصاد المعرفة وإزالة الحواجز عبر الحدود القطرية لتعبر منها السلع والخدمات والاستثمارات بحرية وكذلك تطور الأسواق المالية وترابطها إلى حد أنها إذا أصاب إحداها حدث ما تداعت إليه الأسواق المالية الأخرى، ولقد أوجبت هذه المظاهر والمستجدات على المهنة أن تكون على مستوى تتمكن فيه تلبية حاجات العولمة وما أفرزته من تطورات

 

في المحاسبين العرب، نتجاوز الأرقام لتقديم آخر الأخبار والتحليلات والمواد العلمية وفرص العمل للمحاسبين في الوطن العربي، وتعزيز مجتمع مستنير ومشارك في قطاع المحاسبة والمراجعة والضرائب.

النشرة البريدية

إشترك في قوائمنا البريدية ليصلك كل جديد و لتكون على إطلاع بكل جديد في عالم المحاسبة

X

محظور

جميع النصوص و الصور محمية بحقوق الملكية الفكرية و لا نسمح بالنسخ الغير مرخص

We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…