خطاب هانز هوغرفورست من المؤتمر الافتراضي الدولي لمؤسسة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية
تم عقد هذا المؤتمر يومي 28،29 سبتمبر 2020.
الكلمة الرئيسية لرئيس مجلس معايير المحاسبة الدولية في المؤتمر الافتراضي لمؤسسة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية.
ألقى رئيس مجلس معايير المحاسبة الدولية هانز هوغرفورست الكلمة الرئيسية في المؤتمر الافتراضي لمؤسسة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية. وركز على تأثير جائحة كورونا على عمل مجلس الإدارة ووصف بعض المعلومات المفيدة المقدمة للمستثمرين خلال الأزمة نتيجة لبعض المعايير الجديدة. كما ناقش كيف أن الطبيعة القائمة على المبادئ لمعايير IFRS تعني أن الشركات قد تحتاج بالفعل إلى عكس المخاطر المتعلقة بالمناخ في قوائمها المالية، على الرغم من عدم ذكر كلمتي "المناخ" و "الاستدامة" في المعايير.
كانت مقدمة الخطاب كما يلي:
رحب بأعضاء المؤتمر وعبر عن أسفه وحزنه لعدم اجتماعهم شخصيا لما يمر به العالم من أزمة كورونا. وقال: " لكن الخبر السار هو أن فريقنا، بقيادة ميشيل سانسوم، قام بعمل رائع في خلق فرصة لنا للالتقاء بشكل افتراضي. إنها، في الواقع، فرصة جيدة لمعرفة الأشياء الجيدة التي يمكن أن تأتي من هذه الطريقة الجديدة للتفاعل مع جمهورنا العالمي".
ثم تناول موضوعين أولهم:
Covid-19 - علاقتها بمعايير IFRS واستجابتهم الشاملة للوباء.
أكد في خطابه أن مؤسسة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية قامت باستثمارات في التكنولوجيا في الماضي القريب ولديها بالفعل القدرات اللازمة لعقد اجتماعات عن بُعد.
وقال: "هذا صحيح أيضًا عندما يتعلق الأمر بمعايير IFRS. شهدت السنوات القليلة الماضية إدخال العديد من التحسينات الرئيسية على المجالات الرئيسية لإعداد التقارير المالية. تساعد هذه الابتكارات في تزويد المستثمرين والآخرين برؤى أفضل للوضع المالي للشركات خلال هذه الأوقات العصيبة اقتصاديًا".
من ضمن هذا المجالات نموذج خسارة الائتمان المتوقعة للمعيار الدولي للتقارير المالية 9 الأدوات المالية يعني أنه يمكن للمستثمرين الحصول على مؤشر مبكر لتدهور الائتمان في دفتر قروض البنك. ونهج الاعتراف بخسائر القروض للمعيار الدولي للتقارير المالية رقم 9 يعني أن البنوك مطالبة بتعديل مخصصات خسائر القروض في الوقت المناسب أكثر مما كان عليه الحال بموجب المعيار المحاسبي القديم.
يعد المعيار الدولي لإعداد التقارير المالية رقم 16 عقود الإيجار مثالاً آخر على المجالات التي توفر فيها الترقيات لمعايير المحاسبة معلومات أفضل للمستثمرين أثناء الوباء.
كما نوه الي أنه تم نشر مواد تعليمية لمساعدة البنوك والمؤسسات المالية الأخرى على تطبيق المعيار الدولي لإعداد التقارير المالية رقم 9 بشكل صحيح خلال هذه الأوقات الاستثنائية. بالإضافة إلى نشر المواد التعليمية، تم اتخاذ إجراءات سريعة للتعامل مع التحديات المحاسبية الناتجة عن امتيازات الإيجار المتعلقة بفيروس كورونا. تعديل المعيار الدولي لإعداد التقارير المالية رقم 16 لتخفيف التحديات التشغيلية للمستأجرين مع ضمان توفير معلومات مفيدة للمستثمرين.
ثم تطرق إلى الموضوع الثاني وهو تقارير الاستدامة
حيث قال:" حددت اتفاقية باريس لعام 2015 هدفًا عالميًا للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية في النصف الثاني من القرن، حيث تتطلع العديد من الحكومات إلى تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2050. ويشدد العديد على أنه ينبغي استخدام الوباء كمحرك لتسريع التقدم نحو هذه الأهداف. تتحدث الحكومات عن "إعادة البناء بشكل أفضل"، وإعادة بناء اقتصاداتها بطريقة مستدامة بيئيًا.
كما وضح أنه لم ييتم ذكر أي من "المناخ" أو "الاستدامة" في المعايير. وقال أن إعداد التقارير المالية يسعى فقط إلى وصف الواقع الاقتصادي كما هو، مما يمنح المستثمرين في الأسهم والدائنين معلومات مفيدة لاتخاذ القرار. لا تسعى معايير IFRS إلى تحريك تلك القرارات في اتجاه معين، مثل تحقيق اقتصاد أكثر استدامة. وأكد بشدة على أهمية حيادية المعلومات.
وأشار إلي أن عضو مجلس الإدارة نيك أندرسون نشر مؤخرًا مقالًا ممتازًا يوضح بوضوح أن هذا الانفصال الواضح بين معايير IFRS وقضايا الاستدامة هو أمر خادع.
النهج القائم على المبادئ لمعايير IFRS يعني أنه يمكن استيعاب القضايا المتعلقة، على سبيل المثال، بتغير المناخ من خلال متطلباتهم، سواء من حيث الاعتراف والقياس والإفصاح.
من الواضح أن المستثمرين يهتمون بشكل متزايد بتأثيرات قضايا الاستدامة على نتائج الشركة الحالية والمستقبلية، لذلك يمكننا أن نتوقع أن تصبح الإفصاحات حول القضايا المتعلقة بتغير المناخ أكثر انتشارًا مما هو عليه الحال حاليًا.
وقال أيضا :" يعتبر التفاعل المحتمل لمتطلبات المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية مع قضايا الاستدامة بعيد المدى. كلما أصبحت قضايا الاستدامة أكثر إلحاحًا وكلما أصبحت السياسة العامة أكثر صرامة تجاه مستقبل خالٍ من الانبعاثات، ستتأثر القوائم المالية بهذه التطورات. أعطت القوائم المالية المنشورة مؤخرًا من قبل العديد من شركات النفط الكبرى مؤشرًا واضحًا على أن هذا الاتجاه يسير على قدم وساق. في الشهرين الماضيين، أعلنت العديد من شركات النفط الكبرى عن انخفاض كبير في الأصول المتعلقة بالاستكشاف".
"هذه التدهورات ، التي وصلت إلى عشرات المليارات ، نتجت عن تعديل تنازلي كبير لتقديرات أسعار النفط في العقود التالية. لم تكن أسباب هذه التوقعات المنخفضة لأسعار النفط هي الوباء فحسب، بل كانت أيضًا الإدراك المتزايد بأن الانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات أو خالٍ من الانبعاثات سيكون له عواقبه على أسعار النفط. لذلك، فإن الإدراك المتزايد لشركات النفط بأن بعض أصولها قد تصبح عالقة نتيجة لهذا التحول لعب بالتأكيد دورًا في هذه الانخفاضات."
باختصار، يمكن أن تعكس التقارير المالية "التقليدية" قضايا الاستدامة أكثر مما أدركه الكثير منا حتى وقت قريب. نظرًا لأن قضايا الاستدامة أصبحت أكثر إلحاحًا وأصبحت الحكومات أكثر طموحًا في معالجتها، فستتطلب المعايير القائمة على المبادئ من القوائم المالية أن تعكس هذه المشكلات عندما تصبح أكثر انتشارًا.
هل يعني ذلك أنه لا توجد حاجة إضافية لتقارير الاستدامة المنفصلة؟ بعد إثبات أن الإبلاغ عن المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية وقضايا الاستدامة متشابكة بشكل وثيق.
على الاطلاق.
يمكن أن يكون لإعداد تقارير الاستدامة كما هو قيد التطوير الآن قيمة مضافة كبيرة لإعداد التقارير المالية. الحقيقة هي أن نطاق قضايا الاستدامة واسع للغاية. لا يتعلق الأمر فقط بالتغير المناخي، بل يمكن أن يكون أيضًا العديد من القضايا الأخرى، مثل الاستثمارات في القوى العاملة للشركة واستمرارية نموذج أعمالها.
علاوة على ذلك، فإن العديد من قضايا الاستدامة غير مؤكدة للغاية ولها أفق طويل جدًا. وهذا يفرض تحديات هائلة على الاعتراف والقياس والتي غالبًا ما تجعل من المستحيل تسجيلها في القوائم المالية. لهذا السبب، غالبًا ما تستخدم معايير الاستدامة مؤشرات الأداء الرئيسية غير المالية (KPIs). أنها توفر أساسا المعلومات ما قبل المالية. على الرغم من أن هذه المعلومات قد تكون غير مؤكدة، إلا أنها يمكن أن تكون جوهرية للغاية للمستثمرين. إذا لم يكن بالإمكان تسجيله في القوائم المالية، فمن الأفضل تقديمه في السرد المصاحب للقوائم المالية.
وهذا هو السبب الذي دفع مجلس معايير المحاسبة الدولية في الماضي إلى تطوير بيان ممارسات تعليقات الإدارة. يوفر بيان الممارسة هذا بشكل أساسي إرشادات عالية المستوى حول كيفية كتابة القسم السردي في التقرير السنوي. يعمل IASB الآن على نسخة محدثة من بيان الممارسة هذا.
وقال أن هناك فائدة أخرى لتقارير الاستدامة هي أنه قد يعمل على توعية الشركة بالعواقب المالية لمثل هذه القضايا قبل ذلك بكثير. على سبيل المثال ، قد تكون تحليلات السيناريوهات التي اقترحها فريق العمل المعني بالإفصاحات المالية المتعلقة بالمناخ (TCFD) [وغيرها من المبادرات] قد زادت من وعي شركات النفط بالمخاطر المالية طويلة الأجل لانتقال الطاقة.
ووضح ان أمناء مؤسسة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية ينظرون حاليًا في إعداد تقارير الاستدامة. فهم مسؤولون عن التوجيه الاستراتيجي للمؤسسة وهم في طور التحضير لمراجعة الاستراتيجية المقبلة التي مدتها خمس سنوات.
اختتم خطابه قائلا:" آمل أن أكون قد نجحت في إقناعكم بأن تقارير المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية تلعب دورًا مهمًا في تحسين الشفافية حول قضايا الاستدامة. تكمن قوة معاييرنا في طبيعتها القائمة على المبادئ والتي تسمح بمعالجة الظواهر الاقتصادية الجديدة عند ظهورها. من الواضح أن الاستدامة أصبحت قضية اقتصادية بشكل متزايد.
آمل أن يتقارب إعداد التقارير المالية وتقارير الاستدامة في المستقبل. سيعتمد الكثير من ذلك على الحكومات التي تتصدى حقًا للعوامل الخارجية السلبية للأنشطة الاقتصادية الأكثر تلويثًا".
وكانت الجلسة التالية من برنامج المؤتمر عبارة عن عرض تقديمي مسجل قدمته سو لويد ، نائبة رئيس مجلس معايير المحاسبة الدولية ؛ ونيلي شاه ، المدير الفني التنفيذي لـ IASB ، الذي سيقدم لك تحديثًا عن عمل IASB ولجنة التفسيرات.
للاطلاع علي الخطاب بالكامل اضغط هنا
