معركة معايير الاستدامة   2من 2

كاتب المقالة : هاورد ديفيز

لا شك أن التوحيد القياسي ضروري والمنظمة التي أنتجت مجموعة من معايير المحاسبة الدولية تبدو كأنها الهيئة الواضحة التي ينبغي لها شغل هذه الوظيفة. لكن هل يجتذب مجلس معايير الاستدامة الدولية القدر الكافي من الدعم لربط الاختصارات الأخرى معا وإحراز قصب السبق؟

تتمثل إحدى المشكلات الواضحة في أن الأمريكيين بعد أعوام من الجهود التي بذلها مجلس معايير المحاسبة الدولية للتوفيق بين معاييره ومعايير الهيئات الأمريكية، لم يتبنوا هذه المعايير حتى الآن، ويبدو أنهم من غير المرجح أن يفعلوا ذلك. ونظرا للمعارضة من جانب القسم الأعظم من صناعة المحاسبة في الولايات المتحدة، فإن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية كارهة للدفع بهذه الفكرة إلى الكونجرس المتشكك.

لا يخلو الأمر أيضا من تردد على الجانب الآخر من الأطلسي، حيث كانت المفوضية الأوروبية تعمل على تصنيفها الخاص للأصول الخضراء والبنية. في مقابلة وزعها مشرفو البنك المركزي الأوروبي على البنوك في الأسبوع اللاحق لإعلان مجلس معايير الاستدامة الدولية في مؤتمر جلاسجو، ناقش جون بيريجان، المدير العام للخدمات المالية في المفوضية، تصنيف الاتحاد الأوروبي وخططه لوضع الضوابط التنظيمية الخاصة بالإفصاح عن الاستدامة المالية، دون أن يشير إلى مجلس معايير الاستدامة الدولية.

كما لم يذكر بيريجان مبادرة القطاع المالي الرئيسة الأخرى التي انبثقت عن مؤتمر جلاسجو: تحالف جلاسجو المالي من أجل الصفر الصافي GFANZ الذي شكله مارك كارني؛ رئيس مجلس الاستقرار المالي السابق الذي يشغل الآن منصب مبعوث الأمم المتحدة الخاص للعمل المناخي والتمويل المناخي. جمع كارني 450 بنكا وشركة تأمين، لحشد تريليونات الدولارات من رأس المال لتمويل مكافحة التغير المناخي في الدول الناشئة والنامية، بين أهداف أخرى. كان الرقم الذي ذكره تحديدا 130 تريليون دولار، وأثار هذا بعض الشكوك، لكن حجم الطموح مثير للإعجاب، وقد انضم معظم البنوك إلى الخطة.

تعكس هذه التطورات التغير الهائل الذي طرأ على رأي القطاع المالي بشأن تغير المناخ في الأعوام القليلة الأخيرة. أسهم الضغط الذي مارسه بعض المستثمرين الصرحاء في هذا التحول، في حين كشفت اختبارات الإجهاد التنظيمية عن ضعف محافظ القروض في مواجهة درجات الحرارة المتزايدة الارتفاع. لكن القائمين على البنوك بشر أيضا. وهم يعتقدون الآن أنهم سينامون بسهولة أكبر ويصبحون قادرين على النظر في أعين أبنائهم إذا كانوا جزءا من التحول الأخضر، بدلا من كونهم رافضين قصيري النظر يمولون الطن الأخير من الفحم المستخرج من الأرض.

ربما يستمد القائمون على البنوك الأدوات التي يحتاجون إليها لمساعدة عملائهم في تمويل وإدارة التحول الأخضر من مجلس معايير الاستدامة الدولية وتحالف جلاسجو المالي من أجل الصفر الصافي. وإذا دفنت السلطات الأمريكية والأوروبية خلافاتها، فإنها بذلك تسمح بترجمة هذه النيات الحسنة إلى عمل أكثر فعالية. وربما يستلزم هذا الإقلال من الاختصارات، والأهم من ذلك، تحديد مسار أوضح للوصول إلى الصفر الصافي.

قراءة 1491 مرات آخر تعديل في الأربعاء, 08 يونيو 2022 13:03

الموضوعات ذات الصلة

سجل الدخول لتتمكن من التعليق

 

في المحاسبين العرب، نتجاوز الأرقام لتقديم آخر الأخبار والتحليلات والمواد العلمية وفرص العمل للمحاسبين في الوطن العربي، وتعزيز مجتمع مستنير ومشارك في قطاع المحاسبة والمراجعة والضرائب.

النشرة البريدية

إشترك في قوائمنا البريدية ليصلك كل جديد و لتكون على إطلاع بكل جديد في عالم المحاسبة

X

محظور

جميع النصوص و الصور محمية بحقوق الملكية الفكرية و لا نسمح بالنسخ الغير مرخص

We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…