آثار انتشار فيروس كورونا على إعداد القوائم المالية ومراجعتها .. نشرة إرشادية من هيئة المحاسبين السعودية

تمتد آثار الأزمات والكوارث مثل الآونة الحالية التي يسببها انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) إلى عدد من مناشط الحياة الاقتصادية ويكون لها تآثير على إعداد القوائم المالية، وعلى مراجعة تلك القوائم المالية وفقاً للمعايير المعتمدة، وبخاصة أن مثل تلك الأزمة تعد مصدراً لعد التأكد حيال مستقبل المنشآت. وبحكم أن المعايير الدولية للتقرير المالي المعتمدة في المملكة مبنية على المبادئ، فإنه يمكن تطبيقها في ظروف متعددة. وبما يلزم معه قيام إدارة المنشأة بعدد من الاجتهادات في ظل المبادئ التي تعرضها المعايير وفقاً لظروف المنشأة.

 

وتعرض الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين في هذه النشرة عدداً من الموضوعات التي قد تكون ذات أهمية خاصة في هذه الظروف سواء لمعدي القوائم المالية أو لمراجعيها. ولا يقصد منها أن تكون شاملة لكل ما ينبغي الاهتمام به فيه هذه الفترة. وفيما عدا بعض المواضيع الخاصة بتطبيق النسخة الكاملة من المعايير الدولية للتقرير المالي، فإن ما ورد في هذه النشرة من تنبيهات ينطبق على إعداد القوائم المالية ومراجعتها سواء كانت المنشأة تطبق النسخة الكاملة للمعايير الدولية، أو المعيار الدولي للتقرير المالي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.

 

موضوعات ذات أهمية عند تطبيق المعايير الدولية للتقرير المالي

مصادر عدم التأكد والإفصاح عنها في القوائم المالية

لا شك أن انتشار فيروس كورونا له آثار مستقبلية على قطاعات الأعمال قد يصعب التنبؤ بها. ومع ذلك فإن معايير التقرير المالي قد وضعت مبادئ عامة للتعامل مع حالات عدم التأكد. وبشكل محدد ينص معيار المحاسبة الدولي رقم 8 "السياسات المحاسبية والتغييرات في التقديرات المحاسبية والأخطاء" على أنه نتيجة لحالات عدم التأكد الملازمة لأنشطة الأعمال، فإن العديد من بنود القوائم المالية لا يمكن قياسها بدقة، ولكن يمكن تقديرها فقط. وينطوي التقدير على اجتهادات تستند إلى أحدث المعلومات المتاحة التي يمكن الاعتماد عليها.

ونظراً للتأثير الكبير لحالات عدم التأكد المصاحبة للتقديرات، ولحاجة مستخدمي القوائم المالية لمعلومات مفيدة لاتخاذ قراراتهم الاقتصادية فإن معيار المحاسبة الدولي رقم 1 "عرض القوائم المالية" يوجب على المنشأة أن تفصح عن معلومات عن الافتراضات التي تضعها عن المستقبل، وعن مصادر عدم تأكد التقدير الرئيسية الأخرى في نهاية فترة التقرير، والتي لها مخاطر مهمة قد ينتج عنها تعديل ذو أهمية نسبية في المبالغ الدفترية للأصول والالتزامات خلال السنة المالية التالية. وفي الحالة الراهنة لانتشار فيروس كوفيد – 19، فإن تحديد المبالغ الدفترية لبعض الأصول والالتزامات يتطلب تقديراً للآثار الأحداث المستقبلية غير المؤكدة على تلك الأصول والالتزامات في نهاية فترة التقرير، والتي قد يسببها هذا الوباء.

ويجب على المنشأة أن تبذل الاجتهاد اللازم في تقديرها للآثار الوباء وما تضعه من افتراضات تتعلق بتعديل التدفقات النقدية أو معدلات الخصم تبعاً للمخاطر، والتغيرات المستقبلية في الرواتب والتغيرات المستقبلية في الأسعار التي تؤثر على التكاليف الأخرى. ويؤكد معيار المحاسبة الدولي رقم 1 بأن الإفصاح عن الافتراضات ومصادر عدم تأكد التقدير الأخرى، المشار إليها أعلاه تتعلق بشكل خاص بالتقديرات التي تتطلب أكثر اجتهادات الإدارة صعوبة أو أكثرها خضوعاً للتقدير الشخصي أو أكثرها تعقيداً كما هو الحال في ظل ظروف فيروس كوفيد – 19 والذي قد يصعب التنبؤ بنهايته ومدى شدة آثاره. ويؤكد المعيار على أنه كلما زاد عدد المتغيرات والافتراضات المؤثرة على الصورة المحتملة لاتضاح حالات عدم التأكد في المستقبل.

زاد خضوع تلك الاجتهادات للتقدير الشخصي وأصبحت أكثر تعقيداً ومن ثم، زادت عادة إمكانية أن ينجم عن ذلك تعديل ذو أهمية نسبية على المبالغ الدفترية للأصول والالتزامات.

وعليه فإن الهيئة توصى معدي القوائم المالية ومراجعيها ببذل العناية المهنية اللازمة بشأن التعامل مع حالة عدم التأكد التي تثيرها ظروف فيروس كوفيد – 19، وتقديم الإفصاحات اللازمة لمساعدة مستخدمي القوائم المالية على اتخاذ قرارات اقتصادية رشيدة مبنية على معلومات ذات جودة عالية. ولتحقيق ذلك فإن معيار المحاسبة الدولي رقم 1 يطلب من المنشأة أن تعرض الإفصاحات عن حالات عدم التأكد (مثل تلك التي تسببها ظروف فيروس كوفيد – 19) بطريقة تساعد مستخدمي القوائم المالية على فهم الاجتهادات التي تمارسها الإدارة عن المستقبل وعن مصادر عدم تأكد التقدير الأخرى. وتتنوع طبيعة ومدى المعلومات التي يتم توفيرها وفقاً لطبيعة الافتراض والظروف الأخرى. ومن آمثلة أنواع الإفصاحات التي تقدمها المنشأة ما يلي:

          أ‌-          طبيعة الافتراض أو مصادر عدم تأكد التقرير الأخرى

       ب‌-       حساسية المبالغ الدفترية للطرق والافتراضات والتقديرات التي يستند إليها احتسابها، بما في ذلك أسباب الحساسية.

       ت‌-       الصورة المتوقعة لاتضاح حالة عدم التأكد ومدى اللوائح المحتملة بدرجة معقولة خلال السنة المالية التالية فيما يتعلق بالمبالغ الدفترية للأصول والالتزامات المتأثرة.

       ث‌-       شرح للتغييرات التي تم إدخالها على الافتراضات السابقة بشأن تلك الأصول والالتزامات، إذا ظلت حالة عدم التأكد على حالها دون أن تتضح.

وحتى لو تعذر من الناحية العملية الإفصاح عن مدى الآثار المحتملة لافتراض أو مصدر آخر لعدم تأكد التقدير في نهاية التقرير، وهو شيء متوقع في مثل ظروف فيروس كوفيد – 19 الذي يؤدي إلى تغيرات متسارعة فإنه يجب على المنشأة أن تفصح عن أنه من المحتمل بدرجة معقولة، على أساس المعرفة القائمة، أن تتطلب النتائج التي تختلف عن الافتراضات الحالية خلال السنة المالية التالية تعديلاً ذا أهمية نسبية على المبلغ الدفتري للأصل أو الالتزام المتآثر. وفي جميع الحالات تفصح المنشأة عن طبيعة الأصل أو الالتزام المحدد (أو فئة الأصول أو الالتزامات) المتآثر بالافتراض ومبلغه الدفتري.

 

 

نقلاً عن نشرة هيئة المحاسبين السعودية لتوضيحية لآثار انتشار فيروس كورونا ( كوفيد-١٩) على إعداد القوائم المالية ومراجعتها.

موسومة تحت
  • ,
قراءة 2300 مرات
سجل الدخول لتتمكن من التعليق

 

في المحاسبين العرب، نتجاوز الأرقام لتقديم آخر الأخبار والتحليلات والمواد العلمية وفرص العمل للمحاسبين في الوطن العربي، وتعزيز مجتمع مستنير ومشارك في قطاع المحاسبة والمراجعة والضرائب.

النشرة البريدية

إشترك في قوائمنا البريدية ليصلك كل جديد و لتكون على إطلاع بكل جديد في عالم المحاسبة

X

محظور

جميع النصوص و الصور محمية بحقوق الملكية الفكرية و لا نسمح بالنسخ الغير مرخص

We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…