تشكل المخاطر أحدى أهم المصطلحات المالية التي تميزت باهتمام كبير جداً من قبل الهيئات والمنظمات الدولية في مختلف دول العالم، حيث أولت لجنة بازل للرقابة المصرفية التابعة لبنك التسويات الدولي اهتماماً واضحاً في معاييرها بازل (2،1)، كما أصدر الكونكرس الأمريكي قانون ساربانز اكسلي عام 2002م بسبب التكاليف الرهيبة وخسائر الاستثمارات المتعلقة بشركة " أرنون " وشركة " وورلد كوم " وكان هدف القانون إعادة ثقة الجمهور في نظام السوق، السؤال المطروح هو هل أصبحت بعض البنود المحاسبية نوعاً من المخاطر ؟ وهل إطفاء الشهرة أو إطفاء مصاريف ما قبل التشغيل نوعاً من المخاطر ؟ وهل أصبحت مخصصات البنوك نوعاً من المخاطر ؟ للجواب على ذلك سوف نناقش ثلاثة محاور كالتالي :
المحور الأول : المخاطر وعلاقتها بالقوائم المالية القوائم المالية هي عبارة عن مجموعة من البيانات المالية والتي تتمثل في قائمة المركز المالي وقائمة الدخل وقائمة التدفقات النقدية كل هذه القوائم بها بنود ذات مخاطر متعددة ومتفاوتة فارتفاع بند من بنود الميزانية مثل القروض يعتبر نوعا من المخاطر، كما أن ارتفاع بند من بنود قائمة الدخل بشكل كبير جدا مثل المخصصات أو المصاريف الإدارية يعتبر نوعا من المخاطر، كل البنود الموجودة في القوائم المالية تتأثر بنوع من المخاطر وتسمى بمخاطر القوائم المالية والتي يجب على المستثمر أن يعي حجم هذه المخاطر وذلك بالرجوع إلى القوائم المالية ومعرفة الطرق الشائعة للتلاعب المحاسبي والتي تسمى (المحاسبة الخلاقة) ومعرفة طرق تحليل مخاطر البنود التي تظهر خارج الميزانية العمومية لكي يعي ما هو حجم هذه المخاطر وأن لا يقتصر على قراءة بعض البنود وخاصة إعلانات الشركات المبدئية والتي تنشر من قبل هيئة السوق المالية السعودية وتكون معلومات عن ربحية السهم ، صافي الربح ، الربح التشغيلي، إجمالي الربح وغيرها، وعليه يجب على المستثمر أن يقرأ القوائم المالية المفصلة والتأكد من عدم وجود أي نوع من أنواع المخاطر في البنود المالية وأن يعيها بدرجة عالية من التأكد لتفادي أية مخاطر على استثماراته.
المحور الثاني : المخاطر و إطفاء الشهرة الشهرة هي عبارة عن السعر المدفوع بالزيادة عن القيمة العادلة لصافي الموجودات المشتراة، حيث يتم معالجتها محاسبياً بأن تقيد المبالغ المدفوعة بالزيادة عن القيمة العادلة لصافي الموجودات المشتراة كشهرة، ويعاد قياسها في نهاية كل سنة مالية ويتم إظهارها في القوائم المالية الموحدة بالقيمة الدفترية بعد تعديلها بمقدار الانخفاض في قيمتها إن وجدت، ولتوضيح ذلك سوف نتطرق إلى مثال لشركة سابك والسؤال المطروح هل أثر إطفاء الشهرة على أرباح شركة سابك؟ الجواب على ذلك، لقد بلغت الشهرة المتولدة من شراء شركة البلاستك المبتكرة بمبلغ يقدر بحوالي 13 مليار، حيث انخفضت هذه الشهرة في بداية عام 2009م بمبلغ وقدره 1181 مليون ريال حيث أثر ذلك على أرباح سابك في الربع الأول، وفي الحقيقة أن إطفاء الشهرة أصبحت اليوم نوعا من المخاطر، وكما أعتقد فإن إطفاء الشهرة يجب أن تلقى نصيب من الاهتمام وخاصة المتعلقة بإطفاء الشهرة والتي تأثر بطرق غير مباشرة على البيانات المالية للشركة مما قد تتسبب فيه بانخفاض في أرباح الشركة مستقبلاً.
المحور الثالث : المخاطر و المخصصات المخصصات هي عبارة عن اقتطاع جزء من الأرباح لمواجهة خسائر محتملة أو شبه مؤكدة أو لمقابلة النقص المتوقع حدوثه في أصل من الأصول، وهو ما قامت به البنوك السعودية فقد زادت مخصصات البنوك بنسب كبيرة جدا وصل بعض هذه البنوك إلى أكثر من مليار ريال، فهل هذه المبالغ سوف تخصم نهائياً من القوائم المالية وتعتبر ديون معدومة لا يمكن استردادها؟، لقد أصبحت هذه المخصصات نوعاً من المخاطر التي تواجه المستثمر في هذه البنوك، وما أحب التنويه عليه هو أنه يجب على المستثمرين أن يعوا مدى تأثر هذه المخصصات على القوائم المالية وخاصة على صافي الربح حيث تأثر هذه المخصصات بشكل كبير جدا على ربحية السهم حيث وصلت بعض هذه البنوك إلى خصم أكثر من 70% من أرباحها لتجنبها هذه المخصصات كما انخفضت أرباح أسهم هذه البنوك بشكل كبير جدا، وفي النهاية فإن المخصصات تعتبر نوعا من المخاطر والتي يجب على المستثمر أن يوليها اهتماما كبيراً في تحليله المالي للقوائم المالية ليس فقط في البنوك بل في جميع الشركات.
قراءة 1161 مرات
آخر تعديل في الثلاثاء, 14 يونيو 2022 11:43
في المحاسبين العرب، نتجاوز الأرقام لتقديم آخر الأخبار والتحليلات والمواد العلمية وفرص العمل للمحاسبين في الوطن العربي، وتعزيز مجتمع مستنير ومشارك في قطاع المحاسبة والمراجعة والضرائب.