الطبيعة المستقبلية للأعمال المهنية
الطبيعة المستقبلية للأعمال المهنية

إن الظروف الراهنة التي تتعرض لها جميع دول العالم و بالأخص دول الشرق الأوسط من تحديات و صعوبات متتالية و متواصلة على المدى القصير و بالتبعية على مدى أطول من المتوقع بسبب ما تفرضه تداعيات تفشي انتشار الوباء العالمي المستجد كوفيد-19 أو مايسمى بفيروس كورونا ، تضع رواد الأعمال و المهنيين أمام تساؤلات محورية و جوهرية تؤثر بشكل كبير على نظرتهم نحو أعمالهم المهنية في المستقبل القريب ، من أبرز تلك التساؤلات " ما هي الضمانات اللازمة للمحافظة على إقتصاديات دول الشرق الأوسط و أسواقها المالية و حكوماتها لمواصلة النهوض بالمنظومة الاقتصادية و المالية ؟ هل فوائد العمل عن بعد و المنصات الالكترونية المستخدمة كواسائل تواصل بين الموظيفين و إداراتهم ستكون لها الدور الأكبر في المستقبل القريب بعد تخطى الوباء العالمي لفيروس كورونا.

تتلخص فوائد العمل عن بعد ما بين الشركات "المؤسسات" و الموظفين "الخبراء" على النحو التالي :-

على المستوى الشركات و المؤسسات:-

1.      الزيادة الإنتاجية .

أظهرت دراسة إنتاجية "للعمل عن بعد" و ذلك لمدة عامين في جامعة ستانفورد ، حيث تابع الباحثون عدد (500) موظف بعد تقسيمهم إلى مجموعات للعمل عن بعد لأعمال تقليدية و بعيدة ، و قد أظهرت نتائج الدراسة زيادة في الانتاجية تساوي يوم عمل كامل بالإضافة إلى ظهور نتايج لعدد أقل في أيام المرض و كذلك إنخفاض بنسبة 50% لانخفاض الموظفين ، و هنا يظهر الأعتقاد الخاطئ لغالبية أصحاب العمل في الشرق الأوسط الخاص بعبارة " إذا كنت لا أرى الموظفين يعملون ، فهم لا يعملون" ، فقد تكون قدرة أصحاب العمل على الثقة بوظفيهم وفرق العمل هي المفتاح لزيادة الانتاجية أكثر من أي وقت مضى ، و هذا ما أثبتته دراسة ستنانفورد.

2.      توفير النفقات و الأموال للشركة

التواجد الفعلي للموظفين أثناء العمل داخل الشركات و المكاتب يكلف الشركة مساحات مكتبية و كذلك المقاعد اللازمة لهم مما يمثل المزيد من الأعباء و النفقات العمومية و الإدارية ، حيث أن وجود عدداً أقل من الموظفين بالمكتب يوفر للشركات المساحة الأمثل و الأكثر كفاءة للعمل و يوفر للشركة آلاف الدولارات الضائعة في النفقات الإدارية بالأخص فيما يتعلق نفقات الإيجارات الإدارية و مساحات المكاتب ، حيث سمحت دراسة ستنافورد للعمال عن بعد للشركة المشاركة بتوفير مايقرب 3.000 دولار لكل موظف على إيجار المساحات المكتبية ، و كان ذلك من خلال الحصول على العقار المناسب و انفاق المصاريف الضرورية فقط من المصروفات الإدارية و العمومية على المساحة المستخدمة بشكل أمثل و أكثر كفاءة.

 

3.      الاستمرارية و التنافس في أصعب الظروف.

بغض النظر عن المنتج أو أهداف المهمة أو طبيعة العمل الذي تمارسه المنشأة أو المؤسسة ، فإن الأشخاص أو الموظفين هم المتسببون في نجاح الأعمال و اكتساب القدرة على المواهب الضرورية و العمل على الحصول على التميز بين منافسي النشاط ، فالعمل عن بعد يعزز الثقة بين الموظفين و أصحاب الأعمال مما يدعم قدرة الموظف على الإنتاجية و الاستمرارية في في أعصب الظروف بسبب المورونة التي يكتسبها الموظف من خلال ممارسته للعمل عن بعد و الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل كذلك استغلال الوقت ، كما أن العمل عن بعد يلعب دوراً هاماً و إيجابياً  للتقدير الشخصي بين الموظف و أصحاب العمل حيث أنه من المتوقع بحدوث تغيير بين الوظائف في الشرق الأوسط بتغيير الموظفين لوظائفهم إذا كانت القدرة للعمل خارج الموقع "عن بعد" متاحة ، كما يمكن للشركات بالتخطيط لعمل ترتيبات لدوام مرن سواءً كانت لدوام كامل أو جزئي مما يدعم أيضاً استمرارية العمل في جميع الظروف التنافسية و الاقتصادية.

 

على المستوى الموظف و الأفراد :-

4.      تحسين التوازن بين العمل و الحياة.

وفرت تكنولوجيا العصر الحديث لمستخدميها من أصحاب الأعمال و كذلك الموظفين و الأفراد القدرة على العمل عن و كذلك تسهيل و سرعة وسائل الاتصال بين أفراد المؤسسة ، و هذا ما لم توفره الشركات لموظفيها خلال العقدين الماضيين ، مما يتيح للموظفين لممارسة أعمالهم بمرونة و انجاز متلازمين و يسمح للأفراد بتحقيق التوازن الصحي بين " العمل و الحياة" ، فإن تحقيق التوازن الصحي بين هذين العاملين هوا مفتاح تحقيق السعادة و زيادة القدرة الإنتاجية في العمل و الذي يسعى إليها الفرد بشكل عام ، وهذا التوازن هو أحد أهم أولويات الموظفين في الأونة الأخيرة ، بالإضافة إلى الوقت الذي سيوفره لهم العمل عن بعد و الذي يستغرق الموظف خلال الرحلات الطويلة المستغرقة خلال الذهاب و العودة إلى و من العمل الخاص بهم و الذي سيتيح لهم فرص أكبر لقضاء الوقت في حياتهم الشخصية.

 

5.      تعزيز الرفاهية لدى الموظف.

يوفر العمل عن بعد للموظفين التقليل من الإحتكاك بالموظفين أقرانهم في العمل و كذلك البعد عن وسائل الانتقال و تقليل الساعات الطوال الذي يستغرقها الموظف في المكاتب و محل العمل مما قد يسبب له التوتر و الارهاق المتلازمين ، البعد جميع تلك العوامل قد توفر للموظف أثار صحية إيجابية كبيرة و تؤدي إلى تحسن ملحوظ في حالته الصحية.

 

قد تكون نظرية أو فرضية العمل عن بعد في الشرق الأوسط و البيئة العربية بشكل عام أعصب من المتوقع أو احتمالية تنفيذها و العمل عليها بشكل أساسي ضعيفة بعد زوال الوباء المستجد و المتسبب به فيروس كورونا ، لكن هذا هوا الواقع المفروض على أصحاب الأعمال المهنية و الشركات و المؤسسات والذي يتقدم فيه العالم أجمع و الذي أيضاً أثبتت جودتها تكنولوجيا التواصل الاجتماعي و أجهزة الحاسب الآلي و برامجها التي تتطور يوماً بعد يوماً لتوفر لمستخدميها سوائل التواصل عن بعد بأعلى جودة و في أقل وقت ممكن ، و من أكبر الأدلة التي قدمتها تكنولوجيا المعلومات في الدول المتقدمة هو ظهو ما يعرف بال  BLOCK CHAIN و هي واحدة من أقوى الأدوات التي يعمل عليها دول الغرب و الدول المتقدمة و بدأو في تأسيسها للانتقال من التواصل الحقيقي إلى التواصل الافتراضي و تيسير الأعمال بشكل أكثر مرونة و سرعة مع أقل تكلفة ممكنة ، و التي من المؤكد ظهور تلك الأداة بشكل أوضح بعد أحداث فيروس كورونا المستجد أو ما يعرف بكوفيد19.

قراءة 925 مرات

الموضوعات ذات الصلة

سجل الدخول لتتمكن من التعليق

 

في المحاسبين العرب، نتجاوز الأرقام لتقديم آخر الأخبار والتحليلات والمواد العلمية وفرص العمل للمحاسبين في الوطن العربي، وتعزيز مجتمع مستنير ومشارك في قطاع المحاسبة والمراجعة والضرائب.

النشرة البريدية

إشترك في قوائمنا البريدية ليصلك كل جديد و لتكون على إطلاع بكل جديد في عالم المحاسبة

X

محظور

جميع النصوص و الصور محمية بحقوق الملكية الفكرية و لا نسمح بالنسخ الغير مرخص

We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…