«تحديات تطبيق المعيار الدولي للتقارير المالية (IFRS9) على البنوك العربية»

في إطار تولي صندوق النقد العربي للأمانة الفنية للجان وفرق العمل المنبثقة عن مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، أعد الصندوق بالتعاون مع اللجنة العربية للرقابة المصرفية، دراسة حول « تحديات تطبيق المعيار الدولي للتقارير المالية (IFRS9) على البنوك العربية». تطرقت الدراسة إلى أهم متطلبات المعيار الدولي خصوصاً فيما يتعلق بتصنيف الأصول المالية والإطار الجديد للتدنّي في قيمة الأصول، إضافة إلى معالجة المخصصات المحاسبية عند تطبيق معيار كفاية رأس المال للجنة بازل.  

وتأتي أهمية الموضوع تجاوباً مع مقترحات قادة دول مجموعة العشرين ولجنة بازل للرقابة المصرفية، حيث اعتمد مجلس المعايير المحاسبية الدولية (IASB) ومجلس المعايير المحاسبية المالية في الولايات المتحدة الأمريكية (FASB) معايير جديدة في تكوين المخصصات على الأصول المالية المنتجة منها وغير المنتجة. تقوم المعايير الجديدة على قاعدة جوهرية تتمثل في إستعمال نماذج مبنية على الخسارة الإئتمانية المتوقعة بدلاً من النماذج القديمة المعتمدة على الخسارة الإئتمانية المحققة.

استندت الدراسة إلى نتائج إستبيان جرى توزيعه على المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، تناول تحديات التطبيق لأغراض رقابية وليس لأغراض محاسبية. لذلك لا تتعرض الدراسة بالتفصيل لمتطلبات المعيار الدولي، بقدر ما تبيّن الجوانب التي تؤثر على النواحي المرتبطة بالإدارة السليمة لمخاطر الإئتمان في المصارف والمؤسسات المالية والتأثير المرتقب لتطبيق هذا المعيار على كفاية رأس المال.

أشارت الدراسة إلى أن الهدف الأساسي من تطبيق المعيار الدولي هو الانتقال إلى نموذج تطلّعي (Forward-looking) في الاعتراف بالتدني الحاصل في نوعية الإئتمان، حيث إن هذا النموذج لا يستوجب وقوع حدث معيّن لتسجيل خسائر ائتمانية بقدر ما يستوجب الحصول على معلومات في الوقت المناسب حول أي من المؤشرات التي تدل على إمكانية حصول الخسائر الإئتمانية. كما يتطلب تسجيل الخسائر الإئتمانية المتوقعة (Expected Credit Loss, ECL) في كافة الأوقات وتبويبها عند كلّ تاريخ إفصاح، لتعكس مستوى المخاطر الإئتمانية للأدوات المالية.

تناولت الدراسة المعالجة النظامية للمخصصات المحاسبية، حيث تضمنت المقترحات المتضمنة في الورقة الصادرة عن لجنة بازل بعنوان «المعالجة الرقابية للمخصصات المحاسبية». استعرضت الدراسة في هذا الاطار، تجارب الدول العربية في تطبيق المعيار وتحديد تأثير الخسارة الإئتمانية المتوقعة (ECL) على رأس المال النظامي.

أظهرت الدراسة أن أغلب المصارف المركزية العربية فرضت على بنوكها تطبيق المعيار إبتداءً من الأول من يناير 2018، حيث تم إصدار تعليمات حول تطبيقه. كذلك تقوم البنوك في غالبية الدول العربية بالتصريح عن نسبة الخسارة الإئتمانية المتوقّعة بحسب المحافظ الإئتمانية إلى السلطة الإشرافية.

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه البنوك العربية، أبرزت الدراسة أهمها، في تحديد المنهجية الواجب اعتمادها في احتساب الخسارة الائتمانية المتوقعة (ECL)، لما لها من تأثيرات مترتبة على رأس المال النظامي، حيث شرحت المنهجيات المتاحة بين المنهجية المبنية على مؤشري احتمال التعثر (PD) والخسارة الحاصلة بافتراض التعثر (LGD)، وبين منهجية نسبة الخسارة التاريخية المعدلة (Adjusted Historical Loss Rate). كذلك أبرزت الدراسة تحديد أنواع الضمانات والكفالات المؤهلة بهدف احتساب الخسارة الائتمانية المتوقعة، كتحدي آخر تواجهه البنوك في الدول العربية.

موسومة تحت
  • ,
قراءة 1171 مرات
سجل الدخول لتتمكن من التعليق

 

في المحاسبين العرب، نتجاوز الأرقام لتقديم آخر الأخبار والتحليلات والمواد العلمية وفرص العمل للمحاسبين في الوطن العربي، وتعزيز مجتمع مستنير ومشارك في قطاع المحاسبة والمراجعة والضرائب.

النشرة البريدية

إشترك في قوائمنا البريدية ليصلك كل جديد و لتكون على إطلاع بكل جديد في عالم المحاسبة

X

محظور

جميع النصوص و الصور محمية بحقوق الملكية الفكرية و لا نسمح بالنسخ الغير مرخص

We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…