دراسة دولية حديثة: 44% من الشركات الصغيرة لا تعتمد البرامج الحديثة في إدارة الأعمال

تعد الشركات الصغيرة والمتوسطة العمود الفقري لأي اقتصاد، حيث تساهم بشكل كبير في إثراء الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وفي الوقت ذاته تخلق فرص عمل وتدعم حركة الصادرات. ويشكل هذا القطاع في الإمارات العربية المتحدة أكثر من 94% من إجمالي الأعمال التجارية في الدولة.

تعد الشركات الصغيرة والمتوسطة العمود الفقري لأي اقتصاد، حيث تساهم بشكل كبير في إثراء الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وفي الوقت ذاته تخلق فرص عمل وتدعم حركة الصادرات. ويشكل هذا القطاع في الإمارات العربية المتحدة أكثر من 94% من إجمالي الأعمال التجارية في الدولة. في حين أن لديهم إمكانات كبيرة للنمو، إلا أن أغلب هذه الشركات ليس لديها أدني فكرة عن الفوائد الهائلة التي يمكن أن تحققها استخدامها للحلول المحاسبة الآلية. وكشف دراسة استقصائية حديثة صادرة عن كل من "تالي سوليوشنز" و Kantarأن 194 شركة من الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات العربية المتحدة يستخدمون المحاسبة اليدوية وبرنامج "الإكسيل" لأغراضهم المحاسبية، كما توصلت الدراسة أن 44? منهم ليس لديهم أدني علم بأي من برامج إدارة الأعمال.

 

وأجريت الدراسة على مجموعة من رجال الأعمال الذين يستخدمون طرق المحاسبة اليدوية أو برنامج "الإكسيل" في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر 3 قطاعات عريضة للتصنيع والتجارة والخدمات. وكانت الأهداف الرئيسية للدراسة ترتكز على تحديد الوعي والتصور تجاه برامج إدارة الأعمال، إلى جانب أولويات العمل والتحديات واعتماد التكنولوجيا الحالية.

 

واجتمع نسبة (82%) من الشركات بأن الأرباح المتزايدة تعد أولوية أعمالهم الرئيسية، فتوفير جودة خدمة أفضل جاءت بنسبة (65%) من الأولويات الأساسية، كذلك اعتبر جذب العملاء والاحتفاظ بهم من بين أولويات العمل الرئيسية الأخرى. أما بالنسبة لمسألة التحديات الرئيسية لرصد أداء الأعمال فجاءت نسبة الاهتمام بما يعادل (43?) والإدارة المالية (42?) كتحديات تجارية رئيسية.

 

وللتغلب على هذه التحديات، قال "فيغاس بانشال"، رئيس قسم الأعمال في "تالي سوليوشنز" الشرق الأوسط: "من المهم أن تتبنى الشركات حلولًا أوتوماتيكية لتحسين تنظيم عملياتها المالية وتبسيطها وأتمتتها. فاستخدام المحاسبة الآلية على سبيل المثال سوف تخفف من عملية صيانة الحسابات. وبالإضافة إلى ذلك فإن تنفيذ مثل هذا النظام سيحررهم من العمليات التي تستغرق وقتًا طويلاً بسبب الإعداد الحالي، والقضاء على الأوراق المملة والمعلومات غير الدقيقة، وفي الوقت ذاته ستقلل الأخطاء البشرية بشكل كبير، مع منع

 

حالات إصدار الفواتير في غير محلها وغيرها من الوثائق التي تؤدي إلى إرباك عملية سير العمل، كما يؤدي إلى انخفاض التكاليف وزيادة المدخرات في الوقت ذاته".

 

 

وقد قدمت الدراسة الاستقصائية معلومات هامة حول اعتماد استخدام التكنولوجيا من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة. فوفقًا للدراسة فإن مستخدمي برنامج "الإكسيل" قد رفعوا منحنى التكنولوجيا، فحوالي (37%) من الشركات تمتلك حواسيب على سطح المكتب أوالكمبيوتر المحمول وهو أقل بكثير بالنسبة للمستخدمين اليدويين. والأمر الذي يثير القلق والذي يجب ملاحظته من خلال الدراسة أنه على الرغم من أن الوعي أقل، فمن بين أولئك الذين لديهم خلفية عن برامج إدارة الأعمال هناك 45? فقط من الشركات لديها خطط لتكييف الأتمتة لعمليات الأعمال اليومية.

 

وتعليقًا على هذا، أضاف "بانشال": "تعد الاستفادة من أحدث برامج إدارة الأعمال أمراً فعالاً وأساسياً من حيث التكلفة لإتمام عمليات أي من الشركات بغض النظر عن حجمها. ويعد اعتماد مثل هذا البرنامج الحديث أمرًا بالغ الأهمية نظرًا لنظام ضريبة القيمة المضافة الذي تم تنفيذه من قبل الحكومة منذ بداية عام 2018".

 

واستكمل "بانشال" قائلا: "لا تزال نسبة مرتفعة من الشركات الصغيرة في البلاد تستخدم نظام المحاسبة الداخلية اليدوي بسبب التصور السائد في السوق بأن هذا النظام متوافق مع ضريبة القيمة المضافة مخصص للشركات الأكبر فقط. ومع ذلك فإن الحقيقة أنه حتى الشركات الصغيرة تحتاج إلى التحول في نهاية المطاف إلى نظام محاسبي متقدم يشبه إلى حد كبير ما فعله عدد من الشركات الكبرى لتحقيق كفاءة وإنتاجية أعلى للأعمال، بالإضافة إلى ضمان الامتثال الصحيح والسهل لضريبة القيمة المضافة والذي تعد واحدة، من بين فوائد أخرى متعددة".

 

وبالإضافة إلى ذلك تُظهر النتائج وعياً كبيراً بين الشركات حول الأنشطة الشائعة مثل المحاسبة وإعداد الفواتير وتقديم ضريبة القيمة المضافة وإدارة المخزون التي تتطلب استخدام برامج المحاسبة. وعند السؤال عن الفوائد الرئيسية لاستخدام برامج إدارة الأعمال، يشير المستخدمون اليدويون إلى أنه سيؤدي إلى محاسبة آلية، مما سيساعد في تخفيف عملية صيانة الحسابات ومراجعتها.

 

وعلى الرغم من عدم وجود استثمارات إضافية في الأجهزة أو البرامج عند الاحتفاظ بالحسابات إما يدويًا أو من خلال "الإكسيل"، فإن العديد من الشركات الصغيرة تعترف بأن الممارسات الحالية تستغرق وقتًا طويلاً. ووفقًا للدراسة الاستقصائية يشير المستخدمون اليدويون إلى أن بعض التحديات الرئيسية التي تواجههم مثل عمليات إصدار الفواتير بالإضافة إلى تتبع البيانات التاريخية تعد عقبة في تطور الأعمال لديهم. في حين تتمثل الاهتمامات الرئيسية لمستخدمي "الإكسيل" في مراقبة الأداء والإدارة المالية فيما يتعلق بنقص الاستثمار في البرامج.

 

ومن بين الشركات التي شملها الاستطلاع لم يلاحظ الكثير من الاختلافات في الممارسات المحاسبية للقطاعات المختلفة. حيث تبين تفضيل استخدام "الإكسيل" من قبل أولئك الذين أتموا التعليم الثانوي أو أعلى، في حين أن الشركات التي لديها أقل من خمسة موظفين تفضل استخدام المحاسبة اليدوية وخاصة تلك التي تقل مبيعاتها عن 2 مليون درهم.

 

وكنتيجة حتمية لمواكبة التطور يحتاج قطاع الأعمال الصغيرة إلى مزيد من الانخراط لتغيير تصوره وإقناعه بالانتقال إلى برامج البرمجيات، والتي ستكون أكثر فعالية من حيث التكلفة على المدى الطويل. حيث أصبح الطلب المتزايد على الكفاءة أمراً هاماً وضرورة ملحة لسلامة الإجراءات المحاسبية. ولقد تم تصميم برامج الأعمال لتقديم هذه الميزة وأكثر من ذلك، بما في ذلك معدل إنتاجية وامتثال أعلى للضرائب. لتكون قادرة على المنافسة والتميز في السوق بفعالية، حيث تحتاج الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى التركيز على كيفية التنافس وتعد تلك الطريقة المثلى لتحقيق ذلك.

 
موسومة تحت
قراءة 984 مرات آخر تعديل في الثلاثاء, 24 مايو 2022 12:44

الموضوعات ذات الصلة

سجل الدخول لتتمكن من التعليق

 

في المحاسبين العرب، نتجاوز الأرقام لتقديم آخر الأخبار والتحليلات والمواد العلمية وفرص العمل للمحاسبين في الوطن العربي، وتعزيز مجتمع مستنير ومشارك في قطاع المحاسبة والمراجعة والضرائب.

النشرة البريدية

إشترك في قوائمنا البريدية ليصلك كل جديد و لتكون على إطلاع بكل جديد في عالم المحاسبة

X

محظور

جميع النصوص و الصور محمية بحقوق الملكية الفكرية و لا نسمح بالنسخ الغير مرخص

We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…