اعداد: سندي وبترجي
ليس الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والواقع الافتراضي سوى عدد قليل من التقنيات التي تغير من طريقة معيشتنا وعملنا ولعبنا. ولبساطتها، فإن التقنيات الناشئة توفر فرصًا كبيرة – لكن ذلك فقط في حال كنا متقبلين لطرق التفكير الجديدة، وتطوير مهارات جديدة والاستفادة من نماذج الأعمال الجديدة.
ستزداد سرعة ووتيرة التغيير بمرور الوقت وستصبح الفرص هائلة. على سبيل المثال، تعد التقنية السحابية بمثابة التوازن على مستوى المؤسسات من جميع الأحجام وتزيد من سهولة إمكانية الوصول إلى التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أكثر من أي وقت مضى. قد تصبح الشركات الصغيرة اليوم شركات متعددة الجنسيات غدًا. إذا لم يكن لدينا بالفعل دليل على إمكانية تحقق ذلك، فربما يمكننا الاستمرار على نفس المنوال وعدم المحاولة أو ببساطة الانتظار حتى يقوم شخص ما بذلك أولاً. لكن، ونظرًا أنه لن يكون بالإمكان تعطل العمل حتى يشعر الجميع بالارتياح للتغيير بشكل كامل، يتوجب علينا اكتشاف الاستراتيجيات غير المستغلة والتي لن تؤدي إلى تطوير القادة فحسب، بل ستوفر لنا أيضًا ميزة تنافسية أكبر. هذا يثير سؤالًا متكررًا (وغير مريح): "هل ستحل الروبوتات محل البشر؟" والجواب هو: "هذا يعتمد على الظروف".
مخاوفنا من الذكاء الاصناعي حقيقية
مع الأخذ في الاعتبار سرعة ووتيرة التغيير غير المسبوقة، وكذلك الابتكارات والاضطرابات التي تحدث كل يوم، فإن مخاوفنا فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي هي مخاوف حقيقية. لكن لماذا نعتقد أن هذا يعتمد على الظروف؟ يعتمد الأمر على ما إذا كانت خطتنا تتمثل في مقاومة التغيير أو السعي لإيجاد الكفاءات التي نحتاج إليها لقيادة التغيير. يمكننا جميعًا التفكير في المهام التي لا نفضل القيام بها. إذا كانت هذه المهام آلية، فسنكون مشغولين بالعمل على أنشطة تحقق قيمة مضافة لعملائنا الداخليين والخارجيين. التغيير أمر مخيف، لكن عدم التغيير أكثر إخافة. لنعيد صياغة هذا السؤال ونفكر فيه باعتباره فرصة لقضاء المزيد من الوقت في الشراكة في العمل، ورؤى العملاء، والطرق الجديدة للحصول على حصة في السوق. هل سيتم إذن توظيف البشر أم الروبوتات؟ سيتم توظيف كليهما!
إن الخوف من المجهول والغريزة البشرية لحماية أسباب المعيشة لن يمنعان التكنولوجيا من تمكين الوظائف الحرجة وتمكين الشركات الجديدة التي لم يتم إنشاؤها بعد. على سبيل المثال، عانى كلًا من وكلاء السفر والعاملين بالضرائب وشركات التوظيف من اضطرابات سابقة بسبب مواقع السفر على الإنترنت وبرامج الضرائب السحابية ولوحات الإعلانات عن الوظائف عبر الإنترنت.
هذه الصناعات لم تختف، بل تطورت لتلبي متطلبات العملاء الجديدة وتجاوزها. لذلك، نعم، قد يقوم العديد من العملاء والشركات باستخدام التكنولوجيا بدلاً من البشر. ومع ذلك، فإن العملاء الذين لديهم جداول سفر غير منتظمة، وسيناريوهات تخطيط ضريبي معقدة ومجموعة مهارات متخصصة سيظلون بحاجة إلى التدخل والتوجيه البشري.
طالع تقريرنا السابق بعنوان "كيف سيغير الذكاء الاصطناعي من طريقة عمل المحاسبين"
في عصر الآلات، تطورت هذه الصناعات بشكل كبير. ربما بحث العديد من المهنيين عن مسارات عمل مختلفة، لكن المهنيين الذين حافظوا على نفس مسار العمل الطريقة وافقوا على التفكير بطريقة مختلفة والاستفادة من التكنولوجيا لتقديم حلول مميزة وتنافسية.
لماذا تختلف مهنة المحاسبة والمالية؟
يمكننا، باستخدام التكنولوجيا، إعادة تصور المستقبل من خلال إجراءات التدقيق الجديدة، والتخطيط الضريبي والمالي الشخصي المعزز، والعروض الاستشارية الجديدة. يمكننا خفض تكلفة الامتثال التنظيمي وإعداد تقارير متكاملة، وتعزيز صنع القرار وإدارة المخاطر المؤسسية بشكل أكثر فاعلية. التكنولوجيا هي الطريقة التي تتمكن من خلالها المؤسسات من التعامل بشكل مثالي مع العملاء وشركاء العمل، والتي يمكن للمؤسسات من خلالها تحليل البيانات النوعية والكمية لاتخاذ قرارات تستند إلى البيانات، والتي يمكننا من خلالها تعزيز وحماية المصلحة العامة بشكل أكثر فعالية. ومع تلك المزايا وحدها فقط، لا يمكننا تجاهل التكنولوجيا. لقد وصلنا إلى المستقبل بالفعل. في الواقع وصلنا إلى المستقبل بالأمس.
طالع تقريرنا السابق بعنوان " مهنة المحاسبة " التحول الرقمي يوفر فرص عمل أم تطغي الروبوتات .. الدنمارك نموذج"
مع إدراكنا أن التكنولوجيا سوف تلعب دوراً رئيسياً في مستقبلنا المحتوم، فما الذي يمكننا فعله للاستعداد بشكل أفضل؟ استنادًا إلى المشاريع البحثية مع رابطة المحاسبين القانونيين الدوليين المعتمدين (AICPA-CIMA)، بالإضافة إلى الأفكار المستمدة من المحادثات مع العملاء من خلال برنامج Oracle، نوصي بست خطوات بسيطة لمساعدة المؤسسات على تبني مستقبل مدعوم بالتكنولوجيا:
1- تقييم وضعك الحالي
يجب عليك تقييم الرؤية والرسالة والهدف وعرض القيمة الخاصة بشركتك وتحديد المواءمة بين مجموعات المهارات الحالية ومجموعات المهارات اللازمة لتحسين الكفاءات الرقمية.
2- تحديد أوجه القصور
راجع الأنشطة اليدوية التي يمكن تحويلها إلى أنشطة آلية، مثل فترة إغلاق التقارير المالية، وإعداد فواتير الموردين للسداد. استخدام التقنيات مثل الأتمتة الذكية للعمليات سوف يقلل من تكاليف التشغيل ويحسن كفاءة العمليات. إن هذا لن يسلط الضوء على قيمة المحاسبة والمالية للشركة فحسب، لكنه أيضًا سيوفر الوقت لفرق العمل ليتمكنوا من العمل على مبادرات أخرى أكثر استراتيجية.
3- التحليل للحصول على رؤى تتجاوز البيانات المالية
يجب تقييم تدفقات التكلفة والإيرادات، بالإضافة إلى تحديد متى يمكن دمج البيانات غير المالية. كمحترفين ماليين ومحاسبين، فإن خبراتنا تقودنا إلى البيانات المالية. ومع ذلك، يمكننا استخدام تلك الخبرات لتقييم استراتيجية وأداء الشركة. سواء أعددت الشركة تقريرًا متكاملًا أم لا، فإن عملية الأخذ في الاعتبار المكونات المختلفة لإطار التقرير المتكامل - بما في ذلك نموذج العمل والاستراتيجية وتخصيص الموارد والمخاطر والفرص والتوقعات - مفيدة في تحديد المجالات التي يمكننا من خلالها إضافة قيمة. استخدم هذه المجالات لتقديم اقتراحات بشأن المبادرات الجديدة التي يمكن لإدارة المالية قيادتها، وتقديم توصيات لعمليات الاستحواذ الجديدة أو المنتجات أو الخدمات الجديدة. وبنفس القدر من الأهمية، يجب تحديد المجالات التي يجب على الشركة تجنبها.
4- الاطلاع على الطرق الأخرى
ضع في اعتبارك الطرق المختلفة التي يمكن أن تحدث من خلالها الاضطرابات، ولكن ليس فقط من منظور الشركة - يحدث الاضطراب على المستوى الفردي أيضًا. وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، يتوجب علينا أيضًا إضافة كفاءات تشمل حل المشكلات والحكم النقدي والتفاوض والتفكير الإبداعي. يتضمن منهج المحاسبة الإدارية بالجمعية هذه المهارات وغيرها من المهارات التي من شأنها تعزيز قدرتنا على قيادة وتحفيز الآخرين.
5- التحرك بسرعة
إذا لم تفعل، فإن شخصًا آخر سوف يحدد الفرص والمخاطر الرقمية الجديدة بسرعة أكبر من المنافسين. تمتد هذه الفرص لتصل إلى المنافسين المعروفين، وأيضًا إلى المنافسين غير المحتملين. ستستعرض جلسات الإستراتيجية التي تتضمن نشاط تخطيط الرحلة العمليات التي تعمل حاليًا بشكل جيد وأيضًا العمليات التي يمكن أتمتتها أو تنفيذها بطرق أكثر فعالية.
6- استثمر في منصة متصلة بالإنترنت - صُممت للتغيير
يجب تطوير المهارات الرقمية التي تستفيد من الحلول الحديثة الجديدة لسلسلة التوريد والمعاملات المالية وإدارة رأس المال البشري وإدارة الأداء المؤسسي. يجب تجاوز حلول النقاط المعزولة التي تزيد من المخاطر والتكلفة. لا يتعين علينا انتظار حدوث التغيير. وبدلاً من ذلك، يمكننا أن نقود عملية التحول، لكن أولاً يجب أن نحول تفكيرنا لنرى العمل بشكل أفضل وأبعد من المعتاد.
مثل العديد من زملائي من الجيل إكس، فقد بدأت حياتي المهنية بالعمل الجاد لتحصيل الخبرة في مجال معين. من وجهة نظري، بدا لي أن القادة هم الأذكى في أي مكان. أما اليوم، أود أن أعرف كلمة "ذكي". إن تعريفي لكلمة "ذكي" سيشمل أكثر من مجرد المعرفة، فسوف يشمل التفكير النقدي، وإدارة الأفراد، ومهارات الإلهام والنجاح. في بيئة اليوم، مع استخدام البرامج الذكية والروبوتات، أصبحت مهارات مثل القيادة والإرشاد وإلهام الآخرين عوامل تمييز هامة. عندما يتم تحفيز أعضاء الفريق وتمكينهم من الخروج من منطقة العمل الروتيني، تصبح التكنولوجيا طريقًا ليتمكن الأفراد من التميز وكذلك الشركات التي يمثلونها.
لا تمثل الخطوات المذكورة أعلاه حلولًا "سهلة" فحسب، لكنها ستساعد على مستوى الأفراد الشركات. كمحترفين ماليين ومحاسبين، لدينا أفضل رؤية للشركة، وبإمكاننا تقديم توصيات رئيسية. ستكون هناك دائمًا تقنية حديثة تلوح في الأفق على مدى جيل - ولكن بطريقة ما، نقوم بتعديل أوضاعنا، والدخول في صناعات جديدة وإنشاء نماذج أعمال جديدة وتطوير كفاءات جديدة.