كيف يمكن للمديرين الماليين أن يقودوا أزمة فيروس كورونا-وما بعدها؟ ^مميز

COVID-19 هي أزمة اليوم والغد والأشهر المقبلة. للاستجابة لهذه الأزمة، ولتجاوزها، يجب على المسؤولين الماليين التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية

كيف يمكن للمديرين الماليين أن يقودوا أزمة فيروس كورونا-وما بعدها؟

قال رئيس الاتحاد الدولي للمحاسبين إن التركيز على الأشخاص والمعلومات الواضحة لأصحاب المصلحة يمكن أن يقود منظمتك خلال هذه الأزمة.

إن تغيير الأدوار المالية العليا، بما في ذلك المدير المالي، ليس بالأمر الجديد. ومع ذلك، نظرًا لأن جائحة كورونا تطرح على المجتمع والأعمال التحديات الأكثر إلحاحًا التي شهدناها في القرن الماضي، فهناك حاجة ملحة جديدة وراء هذا التحول لم يتخيله سوى القليل. بالنسبة للمديرين الماليين، يمثل الوباء ميزانيات متقلصة ومخاطر متزايدة وتحديات لسلسلة التوريد. هذا يعني أن رأس المال البشري تحت ضغط شديد. وفقًا لـ PwC، عبر 87٪ من مديري الشؤون المالية عن قلقهم من أن الوباء سيؤثر بشكل كبير على أعمالهم، وقال 80٪ أنهم يتوقعون انخفاضًا في الإيرادات أو الأرباح لهذا العام.

في القطاع العام، يواجه قادة المالية والمحاسبة تدخلات مالية ضخمة سيكون لها آثار طويلة الأمد على التمويلات الحكومية.

يجب على المسؤولين الماليين اغتنام الفرصة للبقاء على المدى القصير والنجاح على المدى الطويل.

للاستجابة للأزمة الحالية، ولتجاوزها، يجب على المديرين الماليين التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية.

الناس أولاً

أغلى أصول الشركة هي موظفيها. في حين أن التدفقات النقدية والأرباح قصيرة الأجل ستتأثر بعوامل خارجة عن سيطرة أي شخص، فإن الأساس لخلق القيمة على المدى الطويل ليس في رأس المال أو المصنَّع، ولكن في رأس المال البشري.

مع انتشار الوباء، من الواضح أن الذهاب إلى العمل يعرض الكثير من الناس للخطر ويعرضهم لمخاطر غير مقبولة على الصحة العامة. بالنسبة لجميع الشركات باستثناء القليل منها.

في المنظمات التي يكون فيها العمل عن بُعد ممكنًا، يجب أن يستجيب المدير المالي لتهديدات الإنتاجية من خلال التكيف مع طرق العمل الجديدة. لدعم الموظفين، يجب عليهم فهم القدرات التكنولوجية لأعمالهم، والعمل بسرعة لاستخدام هذه القدرات لدعم الناس والعمليات.

المدير المالي وكبار المسؤولين الماليين ملزمون بدعم الموظفين، وسوف يخدمهم ذلك بشكل جيد في النهاية.

توصيل معلومات موثوقة

مع استمرار عدم اليقين في الحياة اليومية في ظل هذه الظروف، يجب وجود مصادر جديرة بالثقة. تتاح الفرصة للمديرين الماليين لإظهار أن مؤسساتهم تخدم العملاء والموظفين والمساهمين بمسؤولية كبيرة -وحماية علاماتهم التجارية.

تحتاج الشركات إلى مستثمرين وعملاء للاعتراف بثقتهم وقيادتهم وسط الكثير من هذا الاضطراب.

يتطلب تحقيق الثقة اتصالاً واضحًا وفعالا والاهتمام بأصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين. المدير المالي مهم لهذه العملية.

البقاء على المدى القصير والتخطيط والنجاح على المدى الطويل

لن يعمل المدير المالي على هذه الأزمة فحسب، بل سيتجاوزها أيضًا. سيتطلب هذا بالتأكيد إجراءات قصيرة المدى لإبقاء الأعمال. فسيكون الاهتمام الاكبر على التدفقات النقدية، والسيولة، وسلاسل التوريد. لكن النجاح على المدى الطويل يجب أن يبقى على رأس جدول الأعمال.

إن تحويل التركيز على المحاسبة في الميزانية العمومية إلى المحاسبة من أجل خلق القيمة سيكون جزءًا مهمًا في تجاوز هذه الأزمة.

بالإضافة إلى واجباتهم المالية، يحتاج المديرين الماليين إلى العمل كشركاء على مستوي المنظمة. يحتاجون إلى فهم والتعامل مع العوامل التي ستدفع الي البقاء وخلق القيمة المستقبلية، بما في ذلك الناس والعملاء وسلاسل التوريد والتدفقات النقدية.

إنهم بحاجة إلى إدارة مخاطر المؤسسة. ويحتاجون إلى تطوير فرقهم المالية لتلبية احتياجات الأعمال -سواء في ظل كورونا أو ما بعد ذلك. 

بالنسبة إلى كبار المسؤولين الماليين هناك فرصة لتقديم أكثر من الاستجابة للكوارث من خلال حماية المنظمة وموظفيها، واضافة طرق جديدة للعمل، وتحديد فرص جديدة لتقديم قيمة وتأثير اجتماعي إيجابي.

COVID-19 هي أزمة اليوم ، وغدًا ، والأشهر المقبلة. الأرواح وسبل العيش على المحك. وبينما ينخفض الطلب عبر قطاعات ضخمة من الاقتصاد، فإن سلاسل التوريد تفشل، وتتدمر السيولة. الأسبوع المقبل -ناهيك عن الربع القادم -ليست شيئًا مؤكدًا لعدد كبير من المنظمات.

في النهاية، من خلال تركيز الشركة على موظفيها، وتوفير معلومات واضحة لأصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين، والعمل علي خلق قيمة ونجاح المنشأة على المدى الطويل، يمكن للمديرين الماليين قيادة المنظمات خلال هذا الوقت الصعب.