إن حاجة الإنسان للمعلومات كانت - ومازالت - حاجة مستمرة لغرض اتخاذ القرارات والتعامل مع أحداث الحياة ، هذه الحاجة لتلك المعلومات هي في تنام وتوسع مستمر انسجاما مع تنامي الحاجات البشرية وحصول التطورات النوعية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي ، ما أدى إلى انعكاس ذلك كله على تطور مهنة المحاسبة ذاتها ؛ لكونها أداة اجتماعية توفر كثيرا من المعلومات التي تسهم في تلبية حاجات الفرد والمؤسسة والمجتمع . ومع كبر حجم تعاملات المنشأت في العصر الحديث ، وتنوع القرارات التي يتخذها الأطراف المهتمة بهذه المنشآت ظهرت الحاجة إلى وجود نظم معلومات تساعد على اتخاذ القرارات . وتؤدي المحاسبة دورها بوصفها نظام للمعلومات بشكل مستمر ومتكامل مع نظم المعلومات ، الأخرى وذلك من خلال ثلاث مراحل :-
أولا المدخلات :
حصر العمليات التي تقوم بها المنشأة من خلال التسجيل في دفاتر اليومية .
ثانيا التشغيل : معالجة البيانات من خلال إجراءات مبنية على قواعد ومبادئ علمية تتمثل في (التسجيل و التبويب والتلخيص والتحليل ) لتلك البيانات ، التي تحكمها المعايير والأعراف المحاسبية .
ثالثا المخرجات :
وتتمثل في التقارير التي توفر المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات.
بعد الإنتهاء منتوضيح المراحل الثلاثة للمحاسبة كنظام معلومات ، فمن المناسب التطرق إلى مقومات النظام المحاسبي وأركانه ، و التي تتمثل في الأتي :-
المجموعة المستندية :
وهي أدلة الإثبات الحدوث العمليات المالية ، سواء كانت عمليات مالية داخلية بين أقسام المنشأة أو عمليات مالية خارجية بين المنشأة والغير . ومن أنواع هذه المستندات إيصالات تسلم النقدية وصرفها ، فواتير البيع للغير ، وفواتير الشراء من الغير ، كشوف الأجور والرواتب ، عقود الملكية الخاصة بالأصول .
المجموعة الدفترية :
وهي الدفاتر التي يتم قيد العمليات المالية فيها ، من واقع المستندات المؤيدة لها والدالة عليها . ويتوقف عدد وأنواع الدفاتر والسجلات في كل منشأة على طبيعة عملياتها وحجم هذه العمليات ، إلا أنه توجد دفاتر محاسبية أساسية يتطلبها النظام والقانون كدفتر اليومية العامة ودفتر الجرد ودفتر المراسلات ، وهناك دفاتر أخرى جرى العرف على استخدامها ، ويعد مسكها ضروريا بصفتها تشكل جزءا رئيسا من النظام المحاسبي ، ومنها دفتر الأستاذ على سبيل المثال
دليل الحسابات :
وهو عبارة عن جدول أو قائمة تضم أسماء جميع الحسابات التي وردت في العمليات المالية للمنشأة والتي قد تنشأ فيما بعد . هذه الحسابات يمكن أن نراها بوصفها أوعية تتجمع فيها الحركة المالية ذات الطبيعة الواحدة . هذه الحسابات لها أسماء ممثلة في رموز أو أرقام ذات دلالة معينة ، ومبوبة في مجموعات من الحسابات ذات الطبيعة المشتركة.
نظم الرقابة الداخلية :
وهي نظم تكفل الرقابة على عمليات المنشأة بجميع جوانبها الإدارية والمالية ، للمحافظة على حقوق أصحاب المنشأة والمتعاملين معها.
المنفذون للنظام :
وهم مجموعة المحاسبين الذين يتولون تنفيذ خطوات الدورة المحاسبية التي تضمنها النظام المحاسبي في المنشأة ومتابعة إجراءاته الخاصة بالمحافظة على أصول المنشأة والرقابة عليها وتقييم أداء العاملين فيها .
الآلات والأجهزة المساعدة : وهي من المقومات المادية في تنفيذ خطوات وإجراءات النظام المحاسبي حيث يتم استخدام الآلات المعالجة البيانات المحاسبية ، التي انتهت أخيرة باستخدام الحاسب الإلكتروني تحليل ومعالجة كم هائل من البيانات المحاسبية للحصول على معلومات بالسرعة والدقة الملائمة المستخدميها من متخذي القرارات .
منقول...
دكتور / وليد بن محمد الشباني (زميل الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين) جامعة الملك سعود
رسالة ماجستير عن الرقابة الداخلية وهدف الدراسة تقييم فاعلية الرقابة الداخلية في وزارات السلطة الوطنية الفلسطينية.
سجل الدخول لتتمكن من التعليق
في المحاسبين العرب، نتجاوز الأرقام لتقديم آخر الأخبار والتحليلات والمواد العلمية وفرص العمل للمحاسبين في الوطن العربي، وتعزيز مجتمع مستنير ومشارك في قطاع المحاسبة والمراجعة والضرائب.