منذ بداية العقوبات التي فرضتها أمريكا على الصين وغيرها، والعقوبات المضادة مقابلها، كانت الفترة حتى أول أمس فترة إجراءات حمائية ثنائية، وإن كانت مؤثرة وأدت إلى خسائر وانكماش في الاقتصاد العالمي. إلا أن ما أعلنه الرئيس الأمريكي منذ أيام تعدى خطوط العقوبات والإجراءات التجارية لينتقل إلى مرحلة الحرب الاقتصادية. ولعل وضع الرئيس ترامب شركة هواوي الصينية، عملاق الاتصالات الأكبر في الدنيا على القائمة السوداء مؤشر واضح على جدية وخطورة الوضع.كما أن قرار منع شركات الطيران الأمريكية من نقل المشتريات من الصين يُنذر ببداية مقاطعة اقتصادية، مُتجاوزا فترة العقوبات التجارية وهو أمر فيه خطورة كبيرة إذا توقعنا الخطوات الأخرى القادمة وردود الفعل المقابلة.
أضف الى ذلك طلب الرئيس الأمريكي من الشركات الأمريكية العاملة في الصين الانتقال الى أمريكا! كل ذلك توقعته منذ أكثر من سنة، الا أن الأهم والأخطر من ذلك هو تماما ما تخوفت من حدوثه في مقال نشر بالصحف العربية والعالمية بالاول من يونيو بعنوان “الأزمة العالمية 2020 والحرب العالمية الثالثة” بأن المشكلة الأكبر في الخلاف الصيني الأمريكي هي مشكلة تتعلق بحقوق الملكية الفكرية. وربما كان حدسي مدفوعا بكوننا الشركة الأكبر على مستوى العالم في حقوق الملكية الفكرية، وبحكم مواقعي على مجالس المنظمات العالمية المعنية بهذا الموضوع. وقد تطرقت في مقابلتي مع قناة روسيا اليوم على هامش مؤتمر سانت بطرسبيرغ الاقتصادي في يونيو من العام الحالي 2019، قائلا: “ أن أميركا تعتقد أن قوة الصين التقنية ناتجة عن التعدي على حقوق الملكية الفكرية الامريكية».
وعندما يعلن الرئيس الأمريكي أول أمس أن الصين سرقت حقوق أمريكا للملكية الفكرية على مدى سنوات بمبالغ يزيد مجموعها على التريليونات (التريليون= ألف مليار) هذا لا يجوز أن يستمر، وعندما أقرأ هذا التصريح فإنني أفهم منه أن المطلوب هو أن تعوض الصين أمريكا عن هذه الخسائر. وأود أن أكرر ما قلته حرفيا في مقال الأزمة العالمية 2020 والحرب العالمية الثالثة: “سوف تتحول الحروب الثنائية التقنية والتجارية والاقتصادية وحقوق الملكية الفكرية والمالية والعسكرية الى صراع شامل بين العملاقين”. لقراءة المقال كاملا يرجى الدخول الى الرابط التالي:
إذاً نتفهم لماذا ترفض الصين الجلوس الثنائي مع أمريكا للتوصل إلى حلول وإلى نظام عالمي جديد، ذلك لأنه من المتوقع أن يكون في مقدمة جدول الأعمال المطالبة بتعويض التريليونات من الدولارات عن تلك الحقوق المتعلقة بالملكية الفكرية من قبل الصين. ولتوضيح هذه المطالبة أقول إن المفهوم الصيني لحقوق الملكية الفكرية هو أن أي اختراع أمريكي جرى تطويره وتحسينه وإنتاجه من قبل دولة أخرى يشكل سرقة لحقوقها، أما وجهة النظر الصينية فإن قوانين واتفاقيات حقوق الملكية الفكرية تعتبر أي تطوير فيه حداثة وفائدة اختراعا جديدا. ذلك علما بأن أمريكيا ساهمت في صياغة هذا النظام العالمي ووقعت على اتفاقياته.
وغني عن البيان أنه -كما هو متوقع- عندما تطلب أمريكا تعويضا كهذا من الصين، فإن المنطق يقول أنها تستطيع أن تطلب من دولة أوروبية أو من اليابان أو من أي دولة في العالم تعويضات مماثلة. كل ذلك يجري ذلك في ظل شبه شلل للمنظمة العالمية للتجارة، لأن أمريكا تريد العودة من نظام اتفاقيات العمل المتعدد الأطراف الى التعامل الثاني.
ومن المعروف لدى المتابعين التجاريين في العالم أن الشلل الحالي في المنظمة العالمية للتجارة وغيرها من المنظمات الدولية سببه أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أنه حان الوقت لنظام عالمي جديد، يحل محل النظام الذي نشأ في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وفي مقالة مستقبلية سوف أبدي رأيي بأن هذا النظام لن ينشأ إلا بعد حرب عالمية ثالثة لأن الحروب تنتهي باتفاقيات. (ان لم يكن هذا دليل على بداية الحرب الاقتصادية العالمية فأنا لا أعلم ما هي الحرب الاقتصادية).
هل يجب على المحاسبين تعلم لغة البرمجة؟ هل تعد البرمجة مهارة إضافية فقط أم أنها أصبحت ضرورة ملحة في عالم المحاسبة الحديث؟ مع تطور العالم التكنولوجي بسرعة غير مسبوقة، يظهر هذا السؤال المهم
يثق عملاؤك بك في إعداد إقراراتهم الضريبية وتقديم المشورة لهم بشأن الاستشارات المالية. كما أنهم يثقون بك في البيانات التي يجب عليك حمايتها بشكل صحيح ضد السلوك الإجرامي عبر الإنترنت.
نحن نعيش في عالم رقمي، حيث تلعب التكنولوجيا دورًا متزايدًا في كيفية عملنا وحياتنا. بالنسبة لـ CPA أو شركة المحاسبة، يمكن أن تكون مواكبة التطورات الجديدة صعبة.
سجل الدخول لتتمكن من التعليق
في المحاسبين العرب، نتجاوز الأرقام لتقديم آخر الأخبار والتحليلات والمواد العلمية وفرص العمل للمحاسبين في الوطن العربي، وتعزيز مجتمع مستنير ومشارك في قطاع المحاسبة والمراجعة والضرائب.