تمثل هذه الدراسة محاولة لاستكشاف أثر التوزیعات المجانیة للأسهم فی الأجل الطویل علی أسعار الأسهم فی سوق الأوراق المالیة المصریة، بما یساعد فی تفسیر ووصف العوامل التی تقف وراء تغیرات أسعار الأوراق المالیة، للاستفادة منها فی مساعدة إدارات تلك الشرکات عند اتخاذ قرارات محاسبیة استراتیجیة کالتوزیعات المجانیة لما لها من أثر محتمل علی أسعار الأسهم ، ولتحقیق تلك الأهداف قامت الباحثة بجمع بیانات الشرکات المتداول أسهمها فی سوق الأوراق المالیة المصری موضع الدراسة والتی قامت بإجراء توزیعات للأسهم خلال فترة الدراسة (من عام 2003 حتی عام 2014) من خلال هیئة البورصة المصریة، وإجراء التحلیل للوصول إلی أثر فی الأجلین القصیر (ستة أشهر) قبل القرار وبعده ، والطویل (ثلاث أعوام) قبل القرار وبعده، واستخدمت الدراسة أسالیب إحصائیة متعددة لتحلیل السلاسل الزمنیة والتحلیل العرضی لمؤشر الأسعار فی الأجلین القصیر والطویل لتحلیل بیانات الدراسة والإجابة علی التساؤلات واختبار فروض البحث ، توصلت الدراسة إلی نتائج عدة منها أن الشرکات المتداول أسهمها بالبورصة تقوم باتخاذ قرارات التوزیعات المجانیة للأسهم لتأثیرها المؤقت خلال فترة الستة أشهر (الأجل القصیر) ویبدأ فی الانخفاض خلال الثلاثة أعوام (الأجل الطویل) من تاریخ التوزیع فی غالبیة الشرکات محل الدراسة، کما أن الهدف من تلك القرارات قد یکون ترویجی فی صالح کبار المستثمرین ولیس استهدافا للأثر فی الأجل الطویل ، والتوصیة بالنسبة للشرکات یوصی بأن یکون الإعلان عن التوزیعات المجانیة للأسهم مع صعود السوق ، حیث أنه من الأکثر احتمالا ألا یؤثر الإعلان عن التوزیعات المجانیة علی سعر السهم عند اتجاه السوق التنازلی، وبالنسبة للمستثمرین فالتوصیة فی السوق الفوری ببناء موقف طویل (شراء) فور الإعلان عن التوزیعات المجانیة والبیع عند أقرب نقطة، وفی أسواق المستقبل یمکن البیع القصیر، حیث ستعاود الأسعار للهبوط واختفاء الأرباح الرأسمالیة غیر العادیة.
الدكتور
حنان محمد درويش
المدرس بقسم المحاسبة والمراجعة
كلية التجارة - جامعة السويس