مع استمرار تطور المجتمع، كذلك تتطور الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا.
يتجه العالم بسرعة نحو مستقبل رقمي بالكامل سواء كانت الطريقة التي نتواصل بها مع زملائنا وعملائنا، أو العمليات الداخلية التي للإدارة، أو الطريقة التي نراقب بها أداء الأعمال، أو كيف نقدم منتجاتنا أو خدماتنا، فإن كل عملية تقليدية لديها الآن بديل رقمي أكثر كفاءة.
يعد الاقتصاد الرقمي بالكامل أمرًا مثيرًا للاهتمام ولكن مع تقدم التكنولوجيا، تحتاج القوى العاملة إلى التكيف مع هذا التقدم لتظل فعالة.
وكلما زادت العمليات الرقمية التي تتخذها شركة ما، زادت أهمية توفير التدريب على المهارات الرقمية لفريقها الحالي، بالإضافة إلى توظيف المواهب وحديثي التخرج الذين لديهم مجموعة من المهارات الرقمية والمعرفة اللازمة.
ما هي المهارات الرقمية؟
تم تحديد المهارات الرقمية من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، باعتبارها "مجموعة من القدرات لاستخدام الأجهزة الرقمية وتطبيقات الاتصال والشبكات للوصول إلى المعلومات وإدارتها".
بالطبع، يأخذ هذا التعريف الواسع معاني مختلفة عند النظر إليه من خلال عدسات صناعات معينة.
على سبيل المثال فإن المهارات الرقمية المطلوبة للذين يعملون في مجال الضيافة تتعلق بشكل عام باستخدام وتكوين برامج تحسين التوصيل، بينما بالنسبة لأولئك الذين يعملون في صناعة الخدمات المهنية، فإن مهارة في استخدام أدوات Microsoft Office و Adobe ستكون أكثر صلة.
الفرق بين المهارات الرقمية الأساسية والمهارات الرقمية المتقدمة
يمكن تقسيم المهارات الرقمية عمومًا إلى فئتين: أساسية ومتقدمة وتشكل كلتا مجموعتي المهارات جزءًا أساسيًا من تطور الاقتصاد الرقمي.
تشير المهارات الرقمية الأساسية إلى المهارات الأساسية الموجودة في معظم الصناعات.
في حين أن هذه المجموعة الفرعية تلقي بشبكة واسعة عبر العديد من أنواع المهارات الرقمية، فإن بعض الأمثلة تشمل:
- الكفاءة في إرسال رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل على منصات مثل Microsoft Teams أو Slack أو Skype
- القدرة على استخدام الإنترنت بأمان معرفة كيفية اختيار كلمات المرور وتخزينها بشكل آمن، والمواقع التي يجب تجنبها
- استخدام محركات البحث بشكل فعال وتطوير الوعي بمصادر الويب الموثوقة
تعد المهارات الرقمية المتقدمة أكثر تخصصًا حيث أنها تنطوي على خبرة أعمق وأكثر تخصصًا في المجالات الرقمية.
يمكن أن تكون بعض الأمثلة على هذه المهارات:
- فهم شامل لكيفية تطوير الخوارزميات التنبؤية بناءً على اتجاهات البيانات التي تم تحليلها في مجموعة من البيئات في عالم التكنولوجي ، تقترن هذه المهارات بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتقنيات الأتمتة.
- خبرة في تطوير الأنظمة التي تستفيد من بيانات ذكاء الأعمال لتحسين تجربة الموظف و / أو العملاء
- المعرفة والقدرة على استخدام لغات الترميز المختلفة لتطوير صفحات الويب والتطبيقات التي تعكس عرض المؤسسة
- نظرة ثاقبة لإنشاء محتوى محسّن لمحركات البحث، لذلك يحتل مرتبة عالية قدر الإمكان عند البحث عنه عبر الإنترنت
بمعنى آخر، يمكن توقع ظهور الحاجة إلى المهارات الرقمية الأساسية في جميع الصناعات وعلى كل مستوى، بينما تميل الحاجة إلى المزيد من المهارات المتقدمة إلى الظهور في ظروف فريدة أكثر.
كيفية تحسين المهارات والقدرات الرقمية في عملك
في النهاية، ستحتاج كل شركة إلى التكيف مع سلسلة من الممارسات الرقمية من أجل الحفاظ على قدرتها التنافسية، وبالطبع لا يأتي التغيير بدون تحديات.
هناك الكثير من الاشياء التي يمكن القيام به التحسين القدرة على التكيف الرقمي سواء عندما يتعلق الأمر بتطوير مهارات القوى العاملة الحالية لديك، أو عند جلب مواهب جديدة حديثة التخرج.
- إنشاء المواد التعليمية
يعد التعلم والتطوير (L&D) جزءًا لا يتجزأ في جميع أماكن العمل، كما أن الارتقاء بالمهارات الرقمية أمر يمكن تضمينه في استراتيجية التعلم والتطوير الأوسع.
على سبيل المثال، ضع في اعتبارك إنشاء دورات مصغرة يمكن للموظفين أخذها من خلال أنظمة إدارة التعلم عبر الإنترنت.
- عقد ورش عمل منتظمة وعملية شخصيًا حيثما أمكن ذلك
لا ينبغي التغاضي عن تيسير ورش العمل الداخلية المنتظمة التي يديرها اصحاب الخبرة كأداة تعلم وتطوير قيّمة يمكن أن تعمل أيضًا على بناء الفريق ونتائج التماسك الاجتماعي.
تأكد من مراعاة الاحتياجات ورحلات التطوير الوظيفي لموظفيك عند التخطيط لهذه الجلسات بحيث تكون مصممة لتكون ذات قيمة حقيقية.
أسوأ شيء يمكنك القيام به هو تقديم الأحداث والأنشطة التي ينتهي بها الأمر إلى إضاعة وقت موظفيك، حيث كان من الممكن أن يقضوا هذا الوقت في تقديم قيمة في العمل.
- تشجيع الموظفين على حضور الفعاليات والدورات المعتمدة
إن توفير إجازة مدفوعة الأجر للموظفين لحضور الفعاليات وورش العمل الخارجية، أو قضاء بعض الوقت في إكمال الدرجات الجزئية التي يتم فيها تدريس مهارات رقمية محددة على المستوى العملي لن يؤتي ثماره فقط عند جلب مهارات جديدة إلى مؤسستك، بل سترى نتائج لـ مشاركة الموظف أيضًا.
وذلك لأن الموظفين المعاصرين يتوقعون المزيد من النتائج من أصحاب العمل التي يمكن إدراجها بفخر في سيرتهم الذاتية. لذا ضع في اعتبارك هل تفضل أن يترك الموظفون مؤسستك بعد أن اكتسبوا بعض الخبرات الرائعة بدلاً من البقاء في حالة سيئة.
- تطوير برنامج توجيه قوي في مكان عملك
إنشاء برامج توجيه حيث يكون الموظفون الذين يمتلكون مستويات أعلى من المهارات الرقمية قادرين على تدريب أولئك الذين ما زالوا يطورون هذه المهارات.
يمكن أن يكون التوجيه إما رسميًا أو غير رسمي، ولكن يجب مع ذلك اعتماده من أعلى إلى أسفل ودعمه بإرشادات وتوقعات واضحة.
- تعيين مواهب جديدة وذكية
سيخبرك أي خبير توظيف أن توظيف المواهب الجديدة يتطلب نهجًا استراتيجيًا واختيار المرشحين الأمثل للوظائف الشاغرة يجب أن يتم مع توازن دقيق لملء الحاجة الفورية والتخطيط على المدى الطويل.
وفقًا لذلك ، فإن تحسين القدرات الرقمية لمؤسستك من خلال التعيينات الجديدة ينطوي على الأشياء الرئيسية التالية:
- صياغة الأوصاف الوظيفية بشكل استراتيجي لتشمل المعرفة بالمهارات الرقمية المحددة التي قد يتطلبها عملك في النهاية
- صب شبكة أوسع لتشمل المرشحين من ذوي الخبرة في بيئات متنوعة رقميًا
- خلال عملية الإعداد، قم بتوفير تدريب يركز على مجموعة من المهارات الرقمية للموظفين الجدد حتى يتمكنوا من متابعة هذه العمليات في وقت مبكر
في النهاية يجب القول انه يلزم تحسين المهارات والتدريب، ولكن من خلال التكيف مع هذا التغيير في عالمنا اليوم، سيكون عملك قادرًا على الاستفادة الكاملة من التطورات المذهلة التي يجب أن تقدمها الرقمنة.
