دراسة ماجستير: محاسبة العميل كأحد أساليب المحاسبة الإدارية الاستراتيجية
ظهر مصطلح المحاسبة الإدارية الاستراتيجية على يد Simmonds عام 1981 وبدأ استخدام هذا المصطلح في العديد من الكتابات منهم Kaplan , Cooper , Bromwich and الذين طوروا مداخل ابتكارية للتكاليف والاستخدام الاستراتيجي لمعلومات التكاليف وهو ما فتح الطريق أمام Shank لتطوير مدخل الإدارة الاستراتيجية للتكلفة خلال سلسلة من المقالات في الأعوام 1989 و 1992 و 1995 سعى من خلاله للتغلب على المشاكل التي تواجه الإدارة التقليدية للتكاليف

أدى انضمام العدید من دول العالم لاتفاقیة التجارة الدولیة وانفتاح أسواق الدول الموقعة على الاتفاقیة أمام الوحدات الاقتصادیة العاملة فی کل دولة إلى ازدیاد حدة المنافسة؛ ولجوء الوحدات الاقتصادیة لتطویر نظمها المالیة والإداریة، وابتکار وتطبیق أسالیب محاسبیة وإداریة وتسویقیة وهندسیة تدعم قدرتها التنافسیة، بما یمکنها من البقاء والاستمرار فی عالم یتسم بسرعة التطور التکنولوجی، والتطور المتغیر فی احتیاجات العملاء؛ واستجابة من الباحثین فی مجال المحاسبة الإداریة، وفی محاولة للمساعدة فی دعم القدرة التنافسیة للوحدة الاقتصادیة، تم ابتکار العدید من الأسالیب المحاسبیة منها التكلفة وفقاً للنشاط، والتكلفة المستهدفة، والقیاس وفقاً للقیمة، ومحاسبة المنافس، ومحاسبة العمیل. وتهدف الدراسة الحالیة لإلقاء الضوء على محاسبة العمیل کأحد أسالیب المحاسبة الإداریة الاستراتیجیة، والتعرف على ماهیتها وماهیة العوامل المحفزة للمنشآت لتبنیها، وماهیة الصعوبات التی تكتنف تطبیقها؛ فعلى الرغم من زیادة الاهتمام والمطالبة بتطبیق محاسبة العمیل نظراً لما توفره من معلومات تدعم قدرة المنشأة على تحسین ربحیتها المستقبلیة، فإن هناك ندرة فی البحوث التی تناولتها، وهو ما دفع الباحث لإجراء دراسة میدانیة، شملت عینة من المسئولین فی بعض الشرکات السعودیة المسجلة فی سوق الأوراق المالیة، واتضح من نتائج الدراسة أن ست شرکات من بین 14 شرکة اعتمدت تطبیق أو أکثر من تطبیقات محاسبة العمیل، وتسعى ثلاث شرکات لتبنیها، بینما لا تطبق باقی الشرکات أیاً منها؛ وذلك نتیجة لما تواجهه من صعوبات تحد من قدرتها على التطبیق منها قیود تکنولوجیا المعلومات، تنافس الأولویات التنظیمیة الأخرى، ومقاومة التغییر، عدم کفایة المهارات وضعف الدعوة والتأیید لتبنیها. وقد أوضحت نتائج الدراسة أن معوقات تبنی محاسبة العمیل ترتبط ارتباطاً وثیقاً بالصعوبات التی یواجهها تطبیق غیرها من الأسالیب المبتكرة فی المحاسبة الإداریة الاستراتیجیة مثل التكلفة وفقاً للنشاط ونظم القیاس المتعدد، ولهذا تسعى هذه الدراسة لملیء الفجوة بین التطبیق العملی لمحاسبة العمیل وما تولد عن البحث العلمی فی هذا المجال وذلك من خلال توفیر أدلة أکثر ملائمة وقوة تدعم تطبیق أسالیب محاسبة العمیل عملیاً، وحصر وتحدید المعوقات المحتملة عند التطبیق، وإلقاء الضوء على بعض الاعتبارات الهامة الواجب مراعاتها فی الأبحاث المستقبلیة فی هذا المجال.

 

دكتور

محمود يوسف الكاشف

أستاذ المحاسبة المساعد

كلية التجارة - جامعة المنصورة

للإطلاع على المرفقات
قراءة 1149 مرات

الموضوعات ذات الصلة

سجل الدخول لتتمكن من التعليق

 

في المحاسبين العرب، نتجاوز الأرقام لتقديم آخر الأخبار والتحليلات والمواد العلمية وفرص العمل للمحاسبين في الوطن العربي، وتعزيز مجتمع مستنير ومشارك في قطاع المحاسبة والمراجعة والضرائب.

النشرة البريدية

إشترك في قوائمنا البريدية ليصلك كل جديد و لتكون على إطلاع بكل جديد في عالم المحاسبة

X

محظور

جميع النصوص و الصور محمية بحقوق الملكية الفكرية و لا نسمح بالنسخ الغير مرخص

We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…