تشکل قضیة البیئة إهتمامًا محوریًا لدى دول العالم من خلال التلوث الذی یعکس مجموعة من العواقب والمخاطر على الإنسان ، ولأن المجتمع یتضرر من التلوث البیئی ، فقد تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات والإحتیاطات تجاه البیئة لحمایتها ، وفی إطار الحد من التلوث البیئی وجب على المنشآت البحث عن الآلیات والتدابیر الوقائیة لتطبیقها على أرض الواقع ، ومن هذه الآلیات الضریبة البیئیة التی من شأنها المساهمة فی تحقیق ذلك . وسمیت أیضًا بالضریبة البیقوفیة أو ضریبة بیغوفیان نسبة لأرثر بیجو، فهى فکرته وما کتبه فی مؤلفه (إقتصادیات الرفاهیة) لدرجة ارتبطت معها الضریبة البیئیة أو ضریبة التلوث باسمهPigovian tax) )، وهو أول من دافع عن فرض ضریبة على الضرر البیئی ، فقد نادى بتطبیق مبدأ "الملوث یدفع" . ولأن أی منشأة تعمل فی مجتمع یحیط بها تؤثر فیه وتتأثر به ، فهى تحتاج إلى الموارد الطبیعیة والموارد البشریة من المجتمع ، وتقدم سلع وخدمات لأفراد المجتمع . وقد یؤدی نشاطها إلى أضرار بالبیئة من تلوث أو إحداث ضوضاء. لذا فقد ظهرت اتجاهات عدیدة أثارت الإهتمام حول تفسیر العلاقة بین المنشأة والمجتمع ، وتعکس فی الوقت نفسه مطالب المجتمع بمختلف عناصره ، وقد تبلورت ذلك الإتجاهات فی شکل ضغوط على المنشأة فیما یتعلق بمسئولیاتها تجاه المجتمع ، فأصبحت الإدارة لیست مسئولة فقط عن الکفایة الإقتصادیة لأنشطة المنشأة ، ولکن أیضًا عما یجب أن تؤدیه المنشأة تجاه المجتمع ، وأصبح هدف حمایة البیئة من الأهداف الأساسیة التی تسعى الوحدات الإقتصادیة إلى تحقیقها حتى تستطیع الإستمرار فی مزاولة أنشطتها ، ویوجد إهتمام متزاید بالدور الذی یمکن أن تؤدیه المراجعة البیئیة فی تحقیق هذا الهدف ، ویؤکد البعض ذلك بقوله أن المراجعة البیئیة قد ترتبت نتیجة تزاید الإهتمام بحمایة الموارد البیئیة من مختلف الأضرار التی قد تتعرض له
الدكتورة / ماجدة متولي محمد
المدرس بقسم المحاسبة والمراجعة
كلية التجارة - جامعة عين شمس