لم يعد يقتصر دور المحاسبة على تسجيل الأحداث التاريخية فقط وإنما تعددت أدوارها لتصبح المساهم الأكبر في عملية إعداد وتقديم الخطط المستقبلية للشركة، وامتد عمل المحاسب ايضاً إلى وضع آليات وأدوات يمكن من خلالها تقييم الأداء ومعرفة مدى إنحراف المنشآت عن مسارها، ومن هنا ظهرت المحاسبة الإدارية كعلم يبحث في هذه الجوانب من خلال ما تقدمه من معلومات مالية تفيد مدراء المنظمات من تحديد الأهداف المستقبلية بالإستعانة بهذه المعلومات المالية لتفيدهم في إتخاذ قراراتهم ووضع خططهم المستقبلية

يعد التحليل المالي بمفهومه الحديث وليداً للظروف الاقتصادية التي نشأت في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، وهي الفترة التي اتسمت بالكساد الكبير الذي ساد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص ودول العالم بشكل عام والتي أدت ظروفه إلى الكشف عن بعض عمليات غش وخداع مارستها بعض إدارات ذات الملكية العامة الأمر الذي أضر بالمساهمين والمقرضين على حد سواء وحدا بالمشرع إلى التدخل مما أوجد حاجة إلى نشر المعلومات المالية عن مثل هذه الشركات

شهد العالم في نهاية الألفية الثانية مظاهر وأحداثاً مهمة مترابطة تمثلت في نظام العولمة وما انطوى عليه من هيمنة اقتصاد السوق وانتشار اقتصاد المعرفة وإزالة الحواجز عبر الحدود القطرية لتعبر منها السلع والخدمات والاستثمارات بحرية وكذلك تطور الأسواق المالية وترابطها إلى حد أنها إذا أصاب إحداها حدث ما تداعت إليه الأسواق المالية الأخرى، ولقد أوجبت هذه المظاهر والمستجدات على المهنة أن تكون على مستوى تتمكن فيه تلبية حاجات العولمة وما أفرزته من تطورات